مرحبا بكم في بلوج الرابطة العربية للومضة القصصية: ريادة الومضة القصصية بلا منازع ـ أسس الرابطة الأديب مجدي شلبي: مبتكر الومضة القصصية في 12/9/2013...

نتيجة مسابقة أول الأوائل رقم 25 لعام 2019

قراءة في الومضة القصصية (صبر) الفائزة بالمركز الأول في المسابقة الأسبوعية رقم 25 (أول الأوائل لعام 2019)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زياد نصار
صبر
كَوَتهُ الرمضاء؛ نجا من الحرائق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان (صبر): تحمل، أناة، انتظار في هدوء و اطمئنان، و بدون شكوى أو جزع.
وقد أمرنا الحق في محكم التنزيل بالتحلي بالصبر:
(استعينوا بِالصبر وَالصلاة إن الله مع الصابرين) الآية 153 من سورة البقرة. (ولنبلونّكم بِشيء من الخوف والجوع ونقص من الأَموال والأَنفس وَالثّمرات وبشر الصابرين) الآية 155 من سورة البقرة. (ربنا أَفْرِغ علينا صبرا وثبّت أَقْدامنا) الآية ٢٥٠ من سورة البقرة.
(فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ) الآية ١٨ من سورة يوسف
(اصبر وما صبرك إلاّ باللَّه) الآية 127 من سورة النحل
و كما أخبرنا رب العزة سبحانه و تعالى؛ فعاقبة الصبر البشرى في الدنيا و الآخرة.
و في تناص واضح مع المثل الشهير (الصبر مفتاح الفرج)؛ يقول (عمر بن الوردي):
يا نفسُ صبراً فعُقْبَى الصبرِ صالحةٌ *** لا بدَّ أن يأتي الرحمنُ بالفرجِ.
و على طريقة (من جد وجد و من زرع حصد)؛ يقول بيت الحكمة:
عقبَ الصبرِ نجاحٌ وغنى *** و رداءُ الفقرِ من نَسْجِ الكَسَلْ.
و تتعدد الأبيات الشعرية التي تشير إلى هذا المعنى، و تؤكد عليه؛ يقول (خليل مطران):
اعتزمْ و كدَّ فإِن مضيتَ فلا تقفْ *** و اصبرْ و ثابرْ فالنجاحُ محققُ.
و يقول (علي بن أبي طالب):
سأصبر حتى يعجز الصَّبر عن صبري *** و أصبر حتى يأذن الله في أمري.
و يقول (غانم المالقي):
الصبرُ أولى بوقارِ الفتى *** من قلقٍ يهتكُ سترَ الوقار.
و يقول: (ابن حميدس):
فصبراً فليسَ الأجرُ إِلا لصابرٍ *** على الدهرِ إِن الدهرَ لم يخلُ من خَطْبِ.
و يقول (البحتري):
عوِّلُ على الصبرِ و اتخذْ سبباً *** إِلى الليالي فإِنها دُوَلُ.
و يقول (الشاغوري):
يا نفسُ صَبْراً على ما قد منيتِ به *** فالحرُّ يصبرُ عند الحادثِ الجَلَلِ.
و يقول (ابن الدهان الموصلي):
فالصبرً أجملُ ثوبٍ أنتَ لابسُه *** لنازلٍ و التعزي أحسنُ السننِ.
و يقول (ابن النقيب):
و حسبُ الفتى إِن لمْ ينلْ ما يريدُه *** مع الصبرِ أن يُلفى مقيماً على الصبر.
و يقول (عبد الغفار الأخرس):
وأنا الذي قهر الزمان بصبره *** جلداً على الأرزاء من أنكاله.
و يقول بيت الحكمة:
صبرتُ و من يصبِر يجد غِبَّ صبرِه *** ألَذَّ و أحْلى من جني الشَّهدِ في الفمِ.
و يقول (أحمد محرم):
لا تجزعي لصروف دهرك و اثبتي *** فالبأس صبر و اليقين ثبات.
و يقول (أسامة بن منقذ):
انظرْ إِلى حسنِ صبرِ الشمعِ يظهرُ ال *** رائين نوراً وفيه النارُ تستعرُ.
و هكذا نجد بعض الأبيات لا تخرج عن تكرار للمعنى، و قليل منها ما يحاول إضافة دلالة جديدة من خلال صورة شعرية متميزة و فريدة، و من ثم نحاول الآن الولوج لمتن الومضة القصصية؛ في محاولة لاكتشاف الجديد من الصور الأدبية عن (الصبر) و عواقبه (العاقبة: جزاء بالخير):
يأتي الشطر الأول من المتن مخبرا بأن بطل النص المعروض: (كَوَتهُ الرمضاء)، و الرمضاء: هي الهجير، القيظ، الحرارة الشديدة، و تلك عبارة مجازية ترمز لمدى معاناته؛ يقول (أحمد محرم):
فأنا أحيا مصيري
أي شيء غير إغفائي على صبارة القر
وصحوي فوق رمضاء الهجيرِ؟.
و حيث أن النص معنون بكلمة (صبر)؛ فقد توقعنا أن يأتي الشطر الثاني من الومضة القصصية المعروضة بنتيجة صبره على (رمضاء الهجير) على نحو ما قاله (عماد الدين الأصبهاني):
قد بلغنا بالصبر كل مراد *** و بلوغ المراد عقبى الصبر.
أو كما قال البحتري:
فمن كان ذا صبر على ما وصفته *** فقد فاز بالأجر الجزيل و بالحمد.
إلا أن الكاتب أراد أن ينحو نحوا آخر غير ما توقعناه؛ فأخبرنا أن بطل ومضته القصصية: (نجا من الحرائق)، و هذه كناية أخرى تكتمل بها الصورة البليغة؛ التي تأتي متسقة مع شطر بيت لأبو نواس:
داوني ـ أيها الصبر ـ بالتي كانت هي الداء.
و من ثم جاءت نجاته من الحرائق، نتيجة طبيعية لسبق تعرضه (لكي الرمضاء) بحرارتها و آلامها الشديدة، و تحمله لها، و صبره عليها.
و تلك هي الحكمة البليغة التي لخصها الكاتب في بضع كلمات، و هو بهذا يحرض القارئ على التحمل و الصبر؛ فكما يقول (أبو عامر بن شهيد الأندلسي):
ابا حَاتِم صَبر الأديب فإنني *** رأيت جميل الصَّبْر أحلى عواقبا
و ما زلت فينا ترهب الدهر سطوة *** و صعبا به نعيي الخطوب المصاعبا.
و غني عن القول أن المقصود بـ(الصبر) هنا؛ لا يعني الاستكانة و الذل؛ يقول (ابراهيم اليازجي):
كم بين صبرٍ غدا للذلِّ مُجْتلباً *** و بينَ صبْرٍ غدا للعزِّ يجتلبُ.
و بالتوقف عند كلمة صبر؛ يطيب لي أن أشير إلى معنى غير متداول لكلمة صبر:
الصِّبْرُ ( بكسر الصاد و ضمها ) من الشيءِ: أعلاهُ.
فضلا عن المعاني المعروفة:
ـ صبّر الشيء: حفظه من الفساد.
ـ صَبْر أيُّوب: كناية عن شدّة الاحتمال.
ـ الصبار: نبات يضرب المثل به لتحمل العطش و الجفاف الذي قد يمتد لسنوات طويلة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومضات قصصية ذات صلة بالموضوع:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ صبر: هاجمته البلوى؛ سلّ سيف التقوى. (أبو القاسم الخاشب)
ـ صبر: تكالبت عليه الخطوب؛ اقتدى بأيوب. (انعام البطريخي)

ـ محال: زرع أمانيه في وادى اليأس؛ نبتت أشجار صبر و شوك. (عادل بكر)
ـ لجوء: حدثوه عن الصبر؛ اقتنع بخيمته. (مفيد القرشي)
ـ المفتاح: تعثّر حظها مرارا؛ علّقت الصبر تعويذة. (هنادي بلبول)
ـ صبر: رسب في الامتحان؛ نجح في المثابرة. (مصطفى عمار)
ـ صبر: رافق السلحفاة؛ فاز في السباق. (باسم عطوان)
ـ صبر: تجاهل الهزائم؛ انتصر. (علي الهادي علي)
ـ صبر: كتموا مطالبهم؛ انفجروا. (مصطفى عمار)
ـ صبر: أرادت ممارسة الحياة، فأدمنت اقتراف الصمت. (سمر أحمد تغلبي)
ـ صبر: هاجمته البلوى؛ سلّ سيف التقوى. (أبو القاسم الخاشب)
ـ صبر: ارتقى حصن الأمنيات؛ ركع بين يديه المستحيل. (خلف كمال)
ـ صبر: كُلْ مَتْنِي؛ كَلَمَتْنِي. (سيد إسماعيل أبو فجر)
ـ مبالغة: أكثر من الصبر؛ تبلد. (مجدي شلبي)
ـ دواء: شارفت آماله على الانهيار؛ أنعشها بجرعة صبر. (حسام شلقامي)
ـ ابتلاء: صبر؛ عبر. (حاج عمر حاج)
ـ هَجْرٌ: اِنْتَظَرَت الكُتُب قُرَّاءهَا؛ نَفِدَ صَبْر العَنْكَبوت. (مصطفى محمد نور)
ـ أناة: ركب الصبر؛ نجا. (عبدالمجيد بطالي)
ـ عبء: صبر على حفظ السّر؛ تضخم قلبه. (صفية يوسف)
ـ تحدِ: تفتق الجرح؛ التأم الصبر. (فاضل حمود)
ـ مواجهة: نزلت المصيبة؛ نازلها الصبر. (أم عبدالرحمن البرقاوي)
ـ انتصارٌ: سطعَ الصَّبْرُ؛ انقشعَ البلاءُ. (مصطفى الخطيب)
ـ الصبر: نما الصبار بقلبه؛ انتصبت شوكاته في وجه الإعصار. (احسان السباعي)
ـ فقير: توسّد لهيب الصّبر؛ أمطرت سماء الرّضا. (خلف كمال)
ـ بلوغ: التهموا الصبر؛ ظهرت أعراض الحكمة. (أم عبدالرحمن البرقاوي)
ـ صبر: اشّتد به العطش؛ سقاه أيوب. (غريبي بوعلام)
ـ ضَجَر: استمر الخذلان؛ نفد مخزون الصبر. (علي العكشي)
ـ مُثَابَرَةٌ: حَرَثَ بِمَعْوَلِ الصَبْرِ؛ أَورَق الصَخْر. (مصطفى محمد نور)
ـ سرطان: طحن الصبر ليقتات به؛ نازعته عليه أفواه المنايا. (محمود السنوسي)
ـ أمل: نسجت خيوط الصبر من وسادته؛ تشابكت أحلامهما. (صفاء خليل)
ـ حليم: ركِبَ الصّبرَ قاربًا؛ فنجا. (عبد المجيد بطالي)
ـ قضية: نضبت دموعها؛ أوردوها مناهل الصبر. (محمود السنوسي)
ـ صبر: كواه الماضي؛ أبى الحاضر تجعيده. (عايدة هنداوي مغربي)
ـ مُثابرة: تَحَمَّلَ اللكمَات؛ استسلم المنافس. (لقمان محمد)
ـ فقير: اعتلى سنام الصبر؛ أسقطته العيون. (خلف كمال)
ـ صبر: رسم لهم خبزاً على الطاولة؛ نام الصغار شباعى. (ميادة صلاح Maiada Salah)
ـ نفاد: بالغ في العفو؛ اشتكى الصبر. (صفية يوسف)
ـ جزاء: مسهم الضر؛ غمرتهم الدرر. (مجدي شلبي)
ـ تَحَمُّلٌ: صمدَ المسمارُ؛ انكسرتِ المطرقةُ. (علي عزيز الحمادي)
ـ تحمّل: مزق العوز جيبه؛ خاطه بالصبر. (حيدر لطيف الوائلي)