مرحبا بكم في بلوج الرابطة العربية للومضة القصصية: ريادة الومضة القصصية بلا منازع ـ أسس الرابطة الأديب مجدي شلبي: مبتكر الومضة القصصية في 12/9/2013...

نتيجة مسابقة أول الأوائل رقم 30 لعام 2019

قراءة في الومضة القصصية (سراب) الفائزة بالمركز الأول في المسابقة الأسبوعية رقم 30 (أول الأوائل لعام 2019)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ناصر عزات نصار
سراب
اقتفى أثر الغيمة؛ ابتلعته الصحراء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان (سراب): يكنى به عن الوهم، الخداع:
ـ يجري وراء السراب: يجري وراء الوهم.
ـ هو أخدع من سراب: ما لا حقيقة له.
يقول الحق في محكم التنزيل: (أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء) الآية 39 من سورة النور.
و الأصل في وصف (سراب): هو ما يُرى من بعيد في واضحة النهار، نتيجة انكسار الضوء في طبقات الجو عند اشتداد الحر؛ فيظهر كأنه ماء و هو ليس كذلك، و تكثر تلك الظاهرة في الصحراء.
فماذا فعل بطل الومضة القصصية المعروضة؟:
ـ (اقتفى أثر الغيمة):
و (الغَيْمَةُ) معناها: قطعة من الغيم المنبئ بالمطر، و معنى (الغَيْمَةُ) أيضا: شدة العطش؛ فهو (اقتفى أثرها): تعقبها، تتبعها، و سار نحوها، باعتبارها ستحقق له مأربه، و تروي عطشه، و (الغيمة) كناية عن (الوهم)، و يؤكد هذا المعنى؛ العنوان الوارد (سراب)، غير أن هذا الوهم في كثير من الأحيان يكون (جميلا)؛ يقول (عبد الرحمن صالح العشماوي):
و من الوهم ما يكون جميلاً *** في نفوسٍ، إِحساسُها مقتولُ.
و ينطق لسان حال هذا الواهم؛ بقول (إيليا أبو ماضي):
نفسي التي عللّتني بلقائه *** اليوم لا أمل و لا تعليل.
و هكذا كانت نتيجة سعيه الخائب؛ أن تاه في الحياة و (ابتلعته الصحراء)، ليقضي العمر في عطش الرمال.
يقول بيت الحكمة:
أَخُوضُ مِنَ الدُّنْيَا غُرُورًا كَأَنَّهُ *** سَرَابٌ مِنَ الْآمَالِ وَ اللَّهْوِ وَ الْمُنَى.
و لربما أراد الكاتب أن يعبر عن حالة من حالات التمرد، التي ينتهجها البعض، بزهدهم عن القريب، و طموحهم في البعيد، حتى لو كان وهما!.
أقول في ومضتي القصصية (غفلة: فاض النهر؛ أغراه السراب).
و في قراءة أخرى: أرى أن بطل الومضة القصصية المعروضة (سراب)، أضناه الهوى، و تعطشت روحه؛ فاختلط عليه الأمر، و لم يميز بين (عطش الروح) و (عطش الجسد)؛ يقول (إيليا أبو ماضي):
يا صديقي جنّب الماء فمي *** عطش الأرواح لا يُروي بماء.
و يطيب لي أن أعرض بعض الومضات القصصية ذات الصلة، التي سبق نشرها في رابطتنا العربية للومضة القصصية:
ـ سراب: بنى لها بيتا؛ وجدته من خيوط العنكبوت. (شهر زاد)
ـ سراب: تبع السراب؛ مات عطشا. (صباح رحيمة)
ـ سراب: انتكس الكوب، انتظروا المشروب. (مجدي شلبي)
ـ سراب: اقتربوا من النهر؛ ابتعد الشاطئ. (مجدي شلبي)
ـ سراب: وعدوهُ بخروفٍ؛ أهداهم دجاجتهُ. (علي عزيز الحمادي)
ـ تَوَهُّم: عَزَفَ عَلى أَوْتارِ الْحَقيقَةِ؛ رَقَصَ لهُ السَّرابُ. (عبدالمجيد بطالي)
ـ اطمئنان: رأى السراب؛ أهدر الماء. (يوسف أبو سارة)
ـ سراب: ترامت الصحراء؛ كثر ماؤها. (أحمد طه)
ـ سراب: زاد غروره؛ قل سروره. (إبراهيم مشلاء)
ـ غَيَّ: ظَمئَّ؛ بحث عن السراب. (خيري الأزغل)
ـ وهم: باع السراب؛ قبض الريح. (نشأت فاخر)
ـ كذب: عانق الوهم؛ قبله السراب. (علي أحمد عبده قاسم)
ـ رقِصَ: حاكت من السراب ثَوْبا؛ تهافت الظماء يلهثون. (محمود السنوسي)
ـ السراب: أيقظه الحلم الجميل؛ نام ليتحقق. (أشرف مأمون)
ـ قطاف: غرس وهما؛ جنى سرابا. (مهدى ياسين).