مرحبا بكم في بلوج الرابطة العربية للومضة القصصية: ريادة الومضة القصصية بلا منازع ـ أسس الرابطة الأديب مجدي شلبي: مبتكر الومضة القصصية في 12/9/2013...

نتيجة مسابقة أول الأوائل رقم 32 لعام 2019

قراءة في الومضة القصصية (معايير) الفائزة بالمركز الأول في المسابقة الأسبوعية رقم 32 (أول الأوائل لعام 2019)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصطفى محمد نور
مَعَايير
تَفَحَّصوا لونها الأَدَبي؛ طَغَى أَحمَر الشِفَاه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان (معايير): طُرق و وسائل تكون أساسا لقياس الأشياء (مقاييس الطول، مكاييل الحجم، و موازين الثقل)،  أو المفاضلة و الاختيار بين الأشخاص (من حيث الالتزام بالسلوك و الأخلاق)؛ يقول (امرؤ القيس):
لكَ المَوَازِينُ وَ الرّحْمَانُ أنْزَلَها *** رَبُّ البَرِيّةِ بَينَ النّاسِ مِقْياسَا.
و يقول محمد مهدي الجواهري: علمت أن الناس أشباه، و النبل مقياس.
أو المفاضلة و الاختيار بين الأشخاص (من حيث العلم و المعرفة، و الإبداع و التميز)؛ بطرق الاختبارات، الامتحانات و الفحص طبقا لمعايير و ضوابط يتم تطبيقها على الجميع بلا تمييز، لتحديد مدى القدرة و الكفاءة في أي مجال من المجالات المعروضة؛ منها:
ـ مجال العقيدة؛ يقول الحق في محكم التنزيل: (أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم) الآية 3 من سورة الحجرات.
ـ أو في المجال الرياضي أو العلمي أو الأدبي؛ يقول المثل الشائع: (عند الامتحان؛ يُكرم المرء أو يهان)، و يُضرب هذا المثل لإثارة روح المنافسة، والحثّ على الاستعداد للامتحان؛ فعن أي امتحان تحدثنا الومضة القصصية المعروضة؟:
ـ (تَفَحَّصوا لونها الأَدَبي)؛ مما يعطي انطباعا أننا أمام أدباء يعرضون إبداعاتهم الأدبية على لجنة تحكيم؛ للمفاضلة بينهم طبقا لمعايير موضوعية عادلة، منها ما تقدمت به تلك (الأنثى) من نصوص باهتة (بلا لون)!؛ فبديلا عن فحص نصوصها؛ لجأوا إلى فحص الأنثى ذاتها!؛ حيث:     
ـ (طَغَى أَحمَر الشِفَاه)!.
و كأننا إزاء لجنة لم تقم بدورها بالفحص طبقا لمعايير علمية، اتساقا ما قاله  (ابن الرومي):
أرى كل معلومٍ فبالفحصِ عِلمهُ *** و (جمالك) معلوم بلا فحص فاحص.
هذا التمييز بين الذكور و الإناث يخضع لـ(معايير) المراهقة المتأخرة لدي بعض كبار الكتاب و النقاد، حتى أضحى ظاهرة ممجوجة، و هو ما تحدثت عنه في مقالي الساخر (مراهقة ذكورية في الساحات الأدبية) المنشور على الرابط التالي:
و غني عن القول ما يفعله بعض هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعي، من إبداء الإعجاب و منح كلمات الإطراء و الإشادة بكل لفظ تكتبه (أنثى)، و غض الطرف عما يبدعه (الذكور)!...
لقد استطاع الكاتب أن يجسد بأسلوب أدبي تهكمي ـ من خلال ست كلمات فقط ـ تلك الصورة الشائنة؛ التي مفادها:
صار (محكما) و هو بعد مراهق *** فأي (عدل) لشيخ (أرعن)؟!.
و من ثم تُعد هذه ـ الومضة القصصية المعروضة ـ رسالة ضمنية تحذر من الوقوع في هذا التدني الظالم، بالتمييز بين المبدعين طبقا لحالة (المراهقة الذكورية)، التي لا يجوز للمصاب بها أن يقوم بدور المحكم أو الناقد أو حتى الكاتب، بل عليه التوجه إلى أقرب طبيب نفسي؛ بحثا عن علاج.
و كالمعتاد أختتم قراءتي بعرض بعض الومضات القصصية ـ ذات العلاقة ـ التي سبق نشرها في رابطتنا العربية للومضة القصصية:
ـ أنوثة: هزت غصونها؛ تساقط ندى الغواية. (خلف كمال)
ـ أنوثة: سقط شوك الوردة؛ استباحوا الأريج. (غريبي بوعلام)
ـ إغواء: ضربت الأرض بخلخالها؛ تفجرت الينابيع أنوثة. (محمود السنوسي)
ـ حب: أقفلت قلبها دونه؛ تسلل من نافذة العيون. (حنان الجاي)
ـ طيش: مالت له؛ مال عليها. (راسم الخطاط)
ـ حياء: نَضَبَ الماء؛ نَبَضَ الداء. (لقمان محمد)
ـ زمن: تجاوز الأدب؛ نال الرتب. (حاج عمر حاج)
ـ تلازم: حكم الظالم؛ أظلمت الحكمة. (مجدي شلبي)
ـ عدالة: اختاروه حكما؛ حكم عليهم. (يوسف أبو سارة)
ـ تسامح: أهانوه؛ انغمس في الأدب. (أحمد طه)
ـ خفافيش: جمعهم الظلام؛ فَرَّقَهُم النور. (لقمان محمد)
ـ مراهقة: أحبها ذات ضعف؛ اِستوطنته الذكريات. (صفاء خليل)
ـ مقايضة: حاربوه نقدا؛ ساومهم نقدا. (عمر بو عزيز)
ـ سرقة: خبأ الحرف ليلا؛ كشفه النقد نهارا. (إحسان السباعي)
ـ عَدَالَة: قوَّسَ الإِطْراءُ سُطُورَه؛ قَوَّمَ النّقدُ مُجَامَلاَتِهم. (بسام الحواجري)
ـ نقد: نفخوا إبداعهم؛ ضيّق ثقوب الغربال. (غريبي بوعلام)
ـ نقد: تدقّقت المعاني؛ كبّرتها العدسة. (غريبي بوعلام)
ـ ثمرة: ارتوى من علقم النقد؛ أزهر إبداعه. (غريبي بوعلام)
ـ مصالح: غربلهم؛ سقطوا. (لقمان محمد)
ـ مصالح ارتفع الغلاء؛ سقطت المبادئ. (مصطفى علي عمار)
ـ تعصب: هجموا على عقله؛ اختبأ في جهلهم. (طارق عثمان)
ـ استجابة: طالبوا بالتَّغيير؛ تعرَّت. (راسم الخطاط)
ـ ﻭَﻋْﻲ: فرغت جيوبه؛ أدرك عيوبه. (كامل هريدي كامل)
ـ نقد: أبحر في النص؛ أغرقه. (راسم الخطاط)
ـ تسول: مدت يدها؛ وضع رقم هاتفه. (علي عزيز الحمادي)
ـ قضية: فتحتْ زر قميصها؛ أُغلَقَ المحضر. (علي عزيز الحمادي)
ـ هوى: غوَتْ الحسناء؛ اتَّبَعَها الشعراءُ. (علي عزيز الحمادي)
ـ تعصب: أمسك بالصواب؛ طعنوه بالخطأ. (طارق عثمان)
ـ تَعَصُّبٌ: عَصَبَ عينيه؛ لم يرَ إلا عصابته. (محمد نبيل جادالله)
ـ بوتقة: تفاعلت الآراء؛ صُقلت الحكمة. (يحيى القيسي)