مرحبا بكم في بلوج الرابطة العربية للومضة القصصية: ريادة الومضة القصصية بلا منازع ـ أسس الرابطة الأديب مجدي شلبي: مبتكر الومضة القصصية في 12/9/2013...

المسابقة الأسبوعية (أول الأوائل) رقم 5 لعام 2019

قراءة في الومضة القصصية (ضعف) الفائزة بالمركز الأول في المسابقة الأسبوعية (أول الأوائل) رقم 5 لعام 2019
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصطفى علي عمار
ضعف
تعلق بها؛ جعلته أرجوحة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم أن كلمة (ضعف) تعني: اِرتخاء، تعب، تخاذُل، تراخٍ، هزال، خَوَر... إلا أن استخدام الكاتب لهذا اللفظ عنوانا لومضته القصصية قد أتى بمعنى: حاجة، عَوَز، نُقْصَان، خضوع، هوان، بله، حمق... و يؤكد هذا ما ورد في الشطر الأول من المتن (تعلق بها) تعلُق المجنون بليلاه؛ يقول (قيس بن الملوح "مجنون ليلى"):
حملت فؤادي إن تعلق حبها *** جعلت له زفرة الموت فاديا
فهل بادلته المحبوبة حبا بحب، و تعلقا بتعلق؛ أم أنها خذلت ضعفه، و فعلت ما عبر عنه (الشريف الرضي):
إني ارتقيت بعد ضعف الساق *** روابياً مزلقة المراقي يفاجئنا الكاتب بأن لسان حال بطل ومضته القصصية يردد ما قاله (الحكم بن أبي الصلت):
لم يدر قلبي إذ تعلقه *** بأي هوى تعلق
فها هي قد استغلت ضعفه، و تعلقه؛ فـ(جعلته أرجوحة) تتحكم فيه، و تحركه متى أرادت و كيفما شاءت، و هو ضعيف الشخصية، مسلوب الإرادة...
ذلك التأرجح المعبر عن الحال الذي أوصلته إليه من: تذبذب، ليس لكونها تأرجحه؛ بل لأنها جعلته أرجوحة لها، و هو تعبير مهذب استخدمه الكاتب لتكتمل الصورة المشهدية المعبرة، على طريقة (الرُجَّاحَةُ): ذلك الحبل المعلق الذي يركبه الصغار. دون أن يصرح الكاتب بكلمات مثل: امتطته، أو ركبته، و هو الوصف الشائع لتلك العلاقة التي تسيطر فيها المرأة على الرجل مستغلة تعلقه بها دون غيرها، حتى لو كان هذا الغير هو (أُمه)!.
تلك الأم التي ورد ذكرها في الحديث الشريف: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلَم فقال: يا رسول اللَّهِ من أحق الناس بحسن صحابتي قال: (أمك) قال: ثم من قال: (أمك) قال: ثم من قال: (أمك) قال: ثم من قال: (أبوك).
و ورد في محكم التنزيل: {ووصينا الإنسان بوالديه حسناً}. (سورة العنكبوت الآية 8)، {ووصينا الإنسان بوالديه؛ حملته أمه وهناً على وهن، وفصاله في عامين، أن اشكر لي ولوالديك} (سورة لقمان الآية 14)
و من الأقوال المأثورة: الأم كنز مفقود لأصحاب العقوق، وكنز موجود لأهل البر و الودود.
فهل أدرك صاحبنا ذلك الكنز؟ أم انطبق عليه وصف الكاتب اليمني/ علي أحمد عبده قاسم في ومضته القصصية (عقوق) المنشورة في مسابقتنا اليومية ليوم الأربعاء 3 يناير 2018: (حملته كرها؛ حملها لدار المسنين.)؟
إن أي (ومضة قصصية) تستمد قوتها من الحكمة التي تضمنها، و الرسالة التي توجهها، و الصياغة الأدبية البليغة التي تصاغ بها، و من هذا المنطلق تأتي الومضة القصصية المعروضة (ضعف: تعلق بها؛ جعلته أرجوحة) محققة أهدافها، مما يجعلها نموذجا تطبيقيا لهذا الفن الأدبي الذي ابتكرته و أرعاه و أدعمه و أدافع عنه ضد المجموعات العشوائية المزورة.
تحية تقدير لكاتب هذه الومضة القصصية الذي نال عنها المركز الأول في مسابقتنا الأسبوعية (أول الأوائل) رقم 5 لعام 2019.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومضات قصصية ذات علاقة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلاح العيساوي
١٣ مارس ٢٠١٤
أطلق لها العنان؛ أكبته على وجهه.
.......................................
محمود عبدالله
٢٩ يونيو ٢٠١٤
سمعها تتوعد؛ شنق شجاعته بحبال صوتها.
.......................................
Abdellah Elouahdi
30 مارس ٢٠١٤
احتلت قلبه وعقله و جيبه؛ اغترب في بيته.