مرحبا بكم في بلوج الرابطة العربية للومضة القصصية: ريادة الومضة القصصية بلا منازع ـ أسس الرابطة الأديب مجدي شلبي: مبتكر الومضة القصصية في 12/9/2013...

نتيجة مسابقة أول الأوائل رقم 11 لعام 2019

قراءة في الومضة القصصية (افتراس) الفائزة بالمركز الأول في المسابقة الأسبوعية رقم 11 (أول الأوائل لعام 2019)
b>ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زياد نصار
افتراس
غرد خارج السرب؛ رقَصَت فوقَه الصقور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان (افتراس): اصطياد ثم نهش و التهام،  و قد عَرَّفَ علماء البيئة (الافتراس) بأنه: تفاعل بيولوجي بين كائنين، حيث يقوم أحدهما و هو (المفترس) الضاري أو الكاسر أو الجارح أو الكائن؛ باصطياد و نهش و التهام فريسته الأضعف).
ذلك الضعف الذي رجع لكونه: (غرد خارج السرب)؛ فـ(رقَصَت فوقَه الصقور)، حتى أضحى لسان حاله يردد ما قاله (ابن نباتة المصري):
فيا فرخ ضعفي حيث صرت فريسة *** و صار حمامُ الأيك في الطير جارحي.
و الومضة القصصية المعروضة يمكن تأويلها على هذا النحو (غرد خارج السرب): فارق الجماعة؛ فصار وحيدا ضعيفا، و من ثم نبذته و افترسته الصقور؛ يقول (ابن الزقاق البلنسي):
أليس عظيماً أن أرى في جماعة *** وأنت بها قيد الرّجام وحيد.
و في قراءة أخرى (غرد خارج السرب): أعلن استقلاليته على طريقة ما ذكره (عبدالرحيم محمود):
و طلبت وحدة راهب *** فيها و عزلة فيلسوف.
أو مخالفة ما اعتاده قومه، ذلك الاعتياد، الذي وصفته في توقيعي الأدبي: (الاعتياد يعزز الاعتقاد و لو كان خاطئا)؛ فتعرض ذلك المخالف للإيذاء الشديد من قبل قادة القطيع، الذين كنى عنهم بـ(الصقور)، و هم من بيتوا النية للنيل منه، رغم ما نصحهم به بيت الحكمة:
اصرفْ نوالكَ من أخيك موفراً *** فالليثُ ليس يسيغَ إِلا ما افْتَرَسْ.
و في قراءة ثالثة، يشير إليها (بدر شاكر السياب):
فاجأوني كما فاجأ النخلة المثمرة *** سرب جوعى من الطير في قرية مقفرة.
فما كان من صاحبنا إلا أن هاجر (مغردا خارج سرب الجوعى) إلى بلدان أخرى، غير أن الغربة عن الوطن كانت كالصقر ينهش فؤاده، رغم ما تؤكده (ريتا عودة):
ها هو الطائر الدوريّ يُدركُ *** أنّه أينما هاجر سأكونُ لأجنحته سماءً.
إلا أن (بدر شاكر السياب) يصف حال المهاجر:
في غربة دونما مال و لا سكن
يدعوك في الدّجن.
و يقول (إبراهيم ناجي):
أصبحتُ يوم الجمعة
ذا غربة ما أضيعهْ!
منفرداً لا خلُّ لي
وأينَ مَنْ قلبي معهْ؟
ضاقت بي الأرضُ
فما في فُسحة الكون سَعَهْ
و الومضة القصصية المعروضة طبقا للدلالات الثلاث؛ تحمل رسالة مفادها: اعلم أيها المـ(ـغرد خارج السرب)، أنك ستتعرض للإيذاء و الضرر؛ فخذ حذرك، و لا تجازف بالمخالفة لمجرد إثبات الوجود، على طريقة المثل الشهير (خالف تُعرف)، و كن على يقين أن كل مخالف منتقد؛ يقول (ابن شيخان السالمي):
وَضع كلٍّ حَسَنٌ في بابه *** و إذا خالف فهو المنتقَدْ.
و إن تكن قاصدا الخير من تغريدك خرج السرب؛ فاستمع لنصيحة (جبران خليل جبران):
خالف فؤادك إن تكن *** برا به وأطع نهاك.
يقول (صلاح الدين الأيوبي): "لو شعرت ببعد الناس عنك أو بوحشة أو غربة، فتذكر قربك من الله".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقوال مأثورة ذات علاقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ المقياس الذي نقيس به ثقافة شخص ما: هو مدى ما يتحمل هذا الشخص من الآراء المخالفة لرأيه. (علي الوردي)
ـ خالف هواك فلولا أنَّ أهوانهُ *** شجوٌ لما اقتنصَ العقبان بالرّخم. ( علي بن محمد التهامي)
ـ هل تحددت مصائرنا بين الموت أو الهجرة؟ (أحمد الشيخ)
ـ في المدينة الغريبة: كل الوجوه كانت مألوفة، كان هو الغريب. (عبد الكريم نعمة)
ـ رفض الاغتراب عن وطنه؛ اغترب وطنه عنه. (سمر أحمد تغلبي)
ـ الغنى في الغربة وطن، و الفقر في الوطن غربة. (علي بن أبي طالب)
ـ تعود الشّرّ حتّى لو نبت يده *** عنه إلى الخير سهوا بات حسرانا (إيليا أبو ماضي)
ـ يظنّون أنّ الشعر وزن و طالما *** قرأت من الأشعار ما خالف الوزنا. (بدوي الجبل).