مرحبا بكم في بلوج الرابطة العربية للومضة القصصية: ريادة الومضة القصصية بلا منازع ـ أسس الرابطة الأديب مجدي شلبي: مبتكر الومضة القصصية في 12/9/2013...

نتيجة مسابقة أول الأوائل رقم 7

قراءة في الومضة القصصية (فساد) الفائزة في المسابقة الأسبوعية رقم 7 (أول الأوائل لعام 2019)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد الحليم الضحيك
فَسَادٌ
خَلَعَتهُ البلاد؛ بقيت الأوتادِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(فساد) عنوان مرادف لكل كلمات: البغي، الإثم، الإباحية، الاعوجاج، الاضطراب، الانحراف، البذاءة، الجنوح، الخطأ، الخلاعة، الخلل، الرداءة، السفاهة، الضلال، الجدب، القحط، الفُجور، الضياع، الهلاك، السوء، الشر، التلف...
ـ (فساد العقل): حماقة، غباء؛ قالت (رحيمة بلقاس) في ومضتها القصصية:
تخلف
نظفت بيتها، و نسيت عقلها.
ـ (فساد الطبع): انحلال، خلاعة، فجور؛ قال الشاعر أشرف مأمون في ومضته القصصية:
الوحل
جمعت أموالها من الخطيئة؛ ورث أبناؤها سيرتها.
ـ (فساد الطعام): عفونة، تلف (لم يعد صالحا للأكل)؛ أقول في ومضتي القصصية:
تلوث
أعدوا الطعام ليأكلوه؛ أكلهم.
ـ (فساد الرأي): خلل، اعوجاج، اضطراب، تردد؛ يقول الخليفة أبي جعفر المنصور:
إذا كنت ذا رأي فكن فيه مقدِمًا *** فإن فساد الرأي أن تترددا
ـ (فساد الدهر)؛ يقول المثل: (هل يُصلح العطار ما أفسد الدهر!.) و يضرب فيمن يحاول إصلاح ما لا يمكن صلاحه.
ـ (فساد الحس): اضطراب وظائفي في الجهاز العصبي، و (فساد الجرح): تلوثه؛ يقول البحتري:
إذا ما الجرح رم على فساد *** تبين فيه تفريط الطبيب
ـ (فسد الحال): اضطراب، خراب، خلل، تنازع، هلاك: يقول الحق في محكم التنزيل: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) سورة المؤمنون الآية22
و في (الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي): ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا﴾: في السماء والأرض، ﴿آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ﴾: غير الله؛ ﴿لَفَسَدَتَا﴾: لخربتا وهلك من فيهما بوقوع التنازع بين الآلهة.
ـ (فساد الأمة): سفاهة، ضلال؛ يقول الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم: "إن فساد أمتي على يدي غلمة سفهاء من قريش".
يقول (عبد الرحمن الكواكبيّ): "الاستبداد أصل لكل فساد".
فإذا ما ولجنا متن الومضة القصصية المعروضة؛ وجدنا الشطر الأول يبشرنا بأن الفساد: (خلعته البلاد)؛ فتعمنا حالة من السعادة و الابتهاج، بورود هذا النبأ السعيد، الذي جاء في عبارة بليغة مكونة من كلمتين فقط:
ـ الأولى (خلعته): فككته و نزعته، عزلته، تبرأت و تجردت منه...
ـ الثانية (البلاد): و مقصود بها الإجماع على تلك الخطوة التي خطاها العباد، مكنيا عنهم بلفظ البلاد، باعتبار الشعب و الأرض، و جميع مكونات الحياة؛ قد نزعوا عنهم خيمة (الفساد) التي جثمت عليهم، حتى كادت تجثمهم:
يقول (أحمد محرم):
إن الشعوب إذا استمر جثومها *** جثم الردى من حولها يترقب
فها هم جميعا قد احتشدوا ـ طبقا لما ورد في الشطر الأول من الومضة القصصية المعروضة ـ و خلعوا خيمة الفساد؛ غير أن النهاية المباغتة فاجأتنا بأنهم أغفلوا استكمال مهمتهم: فـ(بقيت الأوتاد)، و هو تعبير بليغ مقصود به تجذر الفساد، و من ثم عاد الفاسدون يبثون سمومهم، و إفساد حياة الناس؛ يقول (محمد مهدي الجواهري):
عجباً تروم صلاح شعبك ساسة *** بالأمس كانوا أصل كلِّ فساد
إن الومضة القصصية المعروضة اجتمعت فيها كل عناصر هذا الفن الأدبي المبتكر، من تكثيف و مفارقة و إدهاش، و إيحاء، و نهاية مباغتة، غير متوقعة، و رغم أن العنوان كان يشير إلى الفساد بشكل مفتوح ـ غير مُعرف ـ (فساد)؛ غير أن المتن جاء معبرا عن نوع محدد منه، و هو ما يعيب هذه الومضة القصصية، لكونها قصرت دلالتها على تأويل سياسي فقط، دون إتاحة المجال لتأويلات غيرها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ الرب لم يخلق سوى الماء، لكن الانسان صنع الخمر. (فكتور هوجو)
ـ عندما يأمن الموظف من العقاب؛ سيقع في الفساد، و يسوم الفقراء سوء العذاب. (نجيب محفوظ)
ـ كل ما نرى في الأمة من فساد و ارتباك و فوضى و تدهور نشأ من عدم شعور الفرد بالواجب. (أحمد أمين)
ـ إن فساد الأديان يجيء من تحولها إلى ألفاظ و مظاهر. (محمد الغزالي)
ـ مكافأة الفساد لم تكن يومـًا سوى إطعام ديناصور لا يعرف معنى الشبع. (ياسر ثابت)
ـ كلما وضع الإنسان المناصب نصب عينيه، يبدأ الفساد في سلوكه. (توماس جفرسون)
ـ رغم أن الفساد من أمراض المناطق «الحارة»؛ فإنه في بلادنا يتوطن في المكاتب «المكيفة». (جلال عامر)