مرحبا بكم في بلوج الرابطة العربية للومضة القصصية: ريادة الومضة القصصية بلا منازع ـ أسس الرابطة الأديب مجدي شلبي: مبتكر الومضة القصصية في 12/9/2013...

نتيجة مسابقة أول الأوائل رقم 21 لعام 2019

قراءة في الومضة القصصية (وهم) الفائزة بالمركز الأول في المسابقة الأسبوعية رقم 21 (أول الأوائل لعام 2019)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد الحليم الضحيك
وهم
أبحر بسفينة الأمنيات؛ أغرقه الواقع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان (وهم): شك، ظن، غفلة... و لما كان كل (وهم) يحمل في طياته خداعا؛ فقد شبهه (إيليا أبو ماضي) بالسراب:
كان زمان كنت تستأنسين *** بكلّ وهم خادع كالسراب.
و يعزي الطب النفسي (الوهم) إلى تشوُّه يحدث للحواس؛ تشوه في حاسة البصر (خداع بصري)، تشوه في حاسة السمع (أوهام سمعية)، أو تشوه في حواس اللمس، الشم، التذوق... و هكذا؛ يقول (عبد الرحمن صالح العشماوي):
و من الوهم ما يكون جميلاً *** في نفوسٍ، إِحساسُها مقتولُ.
هذا عن (الوهم)؛ فماذا عن (التوهم)؟:
(التوهم): توسم، توقع، تخيل...؛ يقول (محمد خضر):
توهم الحقيقة مثل حرش في المخيلة...
و (توهم فيه الخير): توسمه، و تبين أثره فيه.
ـ و من ثم تكون (الحقيقة) ضد (الوهم)، أما (الواقع) فهو ضد (التوهم أو التخيل).
فهل تحدثنا الومضة القصصية المعروضة عن (الوهم) أم (التوهم)؟:
يقول الشطر الأول:
(أبحر بسفينة الأمنيات)؛ و هو تصوير بليغ يعبر عن حالة توسم في تحقيق رغبات مرجوّة، و أمنيات مبتغاه.
يقول (فاروق جويدة):
لا تلمني إن جعلت العمر أوتارا تغني *** أو أتيت الروض مثل النبع منساب التمني.
فماذا كانت نتيجة (إبحاره بسفينة الأمنيات)؟:
ـ (أغرقه الواقع).
يا لها من مقابلة رائعة بين شطري النص: (الإبحار/ الغرق)، (الأمنيات المرجوة/ الواقع المخيب للآمال)
لقد استطاع الكاتب ببراعة أن يصور حالة يأس و قنوط و إحباط، يشعر بها كل متطلع إلى مستقبل أفضل، في ظل واقعٍ بئيس؛ فجاء النص موجِها رسالة ضمنية، تستنهض الهمم و العزائم؛ اتساقا مع ما أكد عليه (أحمد شوقي):  
و ما نيل المطالب بالتمني *** و لكن تؤخذ الدنيا غلابا.
و لا شك أن العديد من كتابنا سبق أن تناولوا موضوع (الوهم) في ومضات قصصية عديدة نذكر منها على سبيل المثال:
ـ الوهم: ركب أمواج الوهم؛ ارتطم بصخرة الحقيقة. (أيمن خليل)
ـ وهم: خافتْ الموت عطشا؛ رسمت قوارير ماء. (لبنى السحار)
ـ وهم: فارقها، ما زال ينتظر رسائلها المفعمة بالحب. (شهر زاد)
ـ وهم: حرث البحر ليزرعه أماني؛ غرقت أحلامه. (زين العابدين حيدر)
ـ وهم: تسابق وحده؛ فاز بالبطولة. (مصطفى المنشاوي)
ـ وهم: خاف من غده؛ قتل يومه. (سمير يوسف)
ـ وهم: نظر القط في المرآة؛ رأى أسدا. (مصطفى علي عمار)
ـ وهم: عاش يحلم؛ مات نائما. (حسن احمد العكيلي)
ـ وهم: عاشرته في الخيال؛ اشترت َسِريرَ أطفال. (إبراهيم الشابوري)
ـ وهم: عاشوا في هواجسهم؛ تجسدت. (حسام شلقامي)
ـ وهم: أراد الفروسية؛ امتطى حصانا من الخشب. (نشأت فاخر)
ـ وهم: تستر بالرياء؛ بانت عورته. (ابراهيم مشلاء)
ـ وهم: حلق مع النجوم؛ فأصابه نيزك. (نشأت فاخر)
ـ وهم: بالغ في تقدير ذاته، هبّة ريح ذرته. (هاني أبو نعيم)
ـ وهم: تحقق مبتغاه؛ استيقظ من حلمه. (أحمد طه)
ـ وهم: أُعجبت بنصّهِ؛ خطبها. (راسم الخطاط)
ـ وهم: استنجد بالبحر؛ أهلكه العطش. (سليم الضحيك)
ـ استلابٌ: تقيد العقل؛ تحرر الوهم. (مصطفى الخطيب)
ـ وهم: عانق الحياة مخمورا، لفظته بسكرات. (هنادي بلبول)
ـ كذب عانق الوهم؛ قبله السراب. (علي أحمد عبده قاسم)
ـ وهم: عزفت له سمفونية حبي؛ دق لي طبول الهجران. (حسناء الفهد)
ـ وهم: غرس الشوك، انتظر الياسمين. (غريبي بوعلام)
ـ كسل: سكن الوهم؛ طرده الواقع. (محمود عبدالله)
ـ نَصْر شَيَّدُوا جُسُورَ الوَهْمِ؛ حَطَّمَها عُبُورُ اليَقِينِ. (سمير المتولي)
ـ سراب: انتكس الكوب؛ انتظروا المشروب. (مجدي شلبي)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقوال مأثورة ذات علاقة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ لا يوجد وهم يبدو كأنه حقيقة مثل الحب، و لا حقيقة نتعامل معها و كأنها الوهم مثل الموت. (مصطفى محمود)
ـ الوهم أشد رسوخًا من الحقيقة. (جاك دريدا)
ـ هنا لا توجد حقائق؛ هي مجرد أكاذيب مغلفة بخيالات الوهم. (شريف السقا)
ـ إن الاستغراق في الوهم يغتالنا أكثر مما تفعل الحقائق المزعجة. (عفاف الشاذلي)
ـ لا شيء يؤذي الإنسي مثل الحقيقة، و لا شيء يسعده مثل الوهم. (غازي عبد الرحمن القصيبي)
ـ الإنسان منحاز إلى نفسه على الدوام، و لذا هو عرضة للسقوط في الوهم دوما. (كريم سامي)
ـ الوهم هو حقيقة في عقل صاحبه، و الحقيقة هي وهم اتفق مجموعة من الناس في لحظة ما على صحته. (نجيب سرور).