مرحبا بكم في بلوج الرابطة العربية للومضة القصصية: ريادة الومضة القصصية بلا منازع ـ أسس الرابطة الأديب مجدي شلبي: مبتكر الومضة القصصية في 12/9/2013...

خيبة: حاج عمر حاج ‏(السودان)

حاج عمر حاج ‏(السودان)
خيبة
احتل عدوهم الأقصى؛ طالبوا بتحرير المرأة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة بقلم/ مجدي شلبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      إن زراعة الكلمات في أرضٍ قاحلة؛ لا ينبت ثمرا؛ فكثيرة هي النصوص التي تتحدث عن تخاذل العرب و المسلمين، و تقاعسهم في الدفاع عن الأقصى الشريف، و هي نصوص تغلب عليها النبرة الحماسية، بدافع من الغيرة على المقدسات، و عن الأرض و العرض...
فما الجديد الذي أضافه هذا النص تحديدا ليستحق التميز؟
(أولا): التزام الكاتب بالعناصر الأساسية للومضة القصصية:
ـ التكثيف: في ست كلمات فقط لخص الفكرة، و إن كنت أرى إمكانية الاكتفاء بـ: احتُل الأقصى؛ حرروا المرأة.
ـ المفارقة اللفظية: بين الاحتلال/ التحرر...
ـ الإيحاء: بأنهم يسيرون عكس الاتجاه الذي تفرضه العقيدة الدينية، أو عدم الاعتداد بترتيب الأولويات.
ـ الإدهاش: النظرة غير الاعتيادية لتحرر المرأة، بتصوير هذا التحرر، و كأنه احتلال لمكانة ( الأقصى ) الذي هو أولى بالعناية و الاهتمام...
ـ النهاية المباغتة: عندما يبدأ النص بعبارة: (احتل عدوهم الأقصى) يتبادر إلى الذهن رد فعل يناسب هذا الجرم، فيتهيأ القارئ لاستقبال الأبطال الأشاوس، الذين سيهبون من فورهم دفاعا عن مقدساتهم... إلا أن الكاتب يصدما بتلك النهاية التهكمية، التي تفتح باب التأويل لمزيد من الدلالات، التي أشار لها العنوان، و لخصها في كلمة جامعة مانعة: ( خيبة ).
(ثانيا): ( طالبوا بتحرير المرأة ) عبارة تعني أنهم فشلوا في فعل التحرر ذاته، و اكتفوا بالمناشدة و المطالبة من غيرهم أن يفعل ذلك نيابة عنهم!... إما عجزا و إما نفاقا!.
(ثالثا): إمكانية قراءة النص على نحو رمزي، واردة جدا؛ فالعدو: هو الشيطان الذي ( يحتل ) القلوب فـ( يقصيها ) و يبعدها عن الهداية...
المرأة هنا: تعد رمزا للغواية، التي طالبوا بتحريرها ( بالمفهوم السلبي لكلمة تحرر ) استجابة لما تمليه عليهم غرائزهم و شهواتهم...
و طبقا لهذه القراءة ـ التي تحاول إبعاد النص عن التقريرية بإلباسه ثوب الرمزية ـ يحتل الشيطان قلوبهم سعيا وراء تحقيق مآربه، فلا يهبون للمقاومة ـ كما هو متوقع ـ بل نجدهم يطالبون بذات مطالبه!..
عبارات حكيمة ذات صلة:
ـ "و إذا اسُتعبدت أمة ففي يدها مفتاح قيدها ما دامت محتفظة بدينها و لغتها." (  علي الطنطاوي )

ـ "لا خير في أمةٍ تولّي زمام أمرها لنفوسٍ هاجسها العبودية." (إبراهيم الكوني).