مرحبا بكم في بلوج الرابطة العربية للومضة القصصية: ريادة الومضة القصصية بلا منازع ـ أسس الرابطة الأديب مجدي شلبي: مبتكر الومضة القصصية في 12/9/2013...

القصة الومضة في مؤسسة بنت الحجاز الثقافية مساء الجمعة 18 ديسمبر 2015

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فعاليات (الومضة القصصية)
في صالون بنت الحجاز الشاعرة/ دلال كمال راضي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساء الجمعة 18 ديسمبر 2015 و في ليلة من الليالي الثقافية العامرة بالفكر و الإبداع، تألقت قاعة (مؤسسة بنت الحجاز الثقافية) بكوكبة من الأعلام في مجالات الإبداع النصي و النقدي، و كان لأسرة المؤسسة الدور الكبير و المهم في إدارة و تنظيم تلك الأمسية الرائعة بروعة الحضور الكريم...
بدأت تلك الندوة في تمام الساعة الخامسة و استمرت حتى العاشرة مساء، وسط حفاوة بالغة، و أخوة صادقة، و كرم منقطع النظير... و على مدى تلك الساعات الخمس حلقت عقول و قلوب أكثر من ستين أديبا في سماء الفكر و الفن و الإبداع، لتعود مشبعة و مستمتعة بما تم عرضه خلال تلك الندوة الأدبية الراقية...
و كانت البداية مع تعريف بضيف اللقاء الكاتب الأديب مجدي شلبي (عضو اتحاد كتاب مصر ـ عضو اتحاد المدونين العرب ـ عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب ـ عضو النادي الأدبي بقصر ثقافة المنصورة ـ محاضر في الهيئة العامة لقصور الثقافة ـ عضو أتيليه المنصورة للفنون و الآداب ـ مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية أصالة "تحت التأسيس" ـ مبتكر "المقال المقامي" و مبتكر و راعي "الومضة القصصية") ثم الترحيب به...
بدأ الأديب مجدي شلبي كلمته بالحديث عن حتمية التطور في مجال الأدب، شأنه شأن كل مجالات الحياة، و قد أشار إلى ضرورة المزاوجة بين الأجناس، كي تولد فنون أدبية جديدة تتكاثر؛ لتنعش و تثري الحياة الإبداعية، دون إغفال لآباء و أمهات تلك الفنون الوليدة، و قد ضرب أمثلة بما تم خلال العقود السابقة من محاولات ناجحة للتمرد على أحادية الجنس الأدبي، بالمزاوجة بين فن الشعر و فن المسرح فيما أُطلق عليه (المسرح الشعري)، و كذلك محاولات المزاوجة بين النثر و الشعر فيما أُطلق عليه (قصيدة النثر) و محاولات المزاوجة بين الشعر و فن القص فيما أُطلق عليه (القصة الشاعرة)...
تلا ذلك حديثه عن رحلته الابتكارية في مجال المزاوجة بين الفنون التراثية و الفنون المعاصرة، و أشار إلى ابتكاره فنا أدبيا جديدا في التسعينيات أطلق عليه (المقال المقامي) من خلال المزج بين فن المقامة و فن المقال، و قد نشر العديد من (مقالاته المقامية) في صحف و مجلات مصرية و عربية، و توقف تحديدا عند صحيفة الرياض السعودية، التي احتفت بكتاباته، و تعرف من خلالها على العديد من كُتاب تلك الصحيفة الغراء، و ذكر أن بعض كُتابها من فرط إعجابهم بكتاباته تواصلوا معه، و احتفوا به، و كتبوا عنه...
ثم انتقل إلى الحديث عن اطلاعه على المقالات التي كانت تُنشر بموقع جريدة الشرق الأوسط، و إعجابه و تعليقه على مقالات الأستاذ محمد صادق دياب (رحمه الله)، و ما تبع ذلك من تبادل الرسائل بينهما عبر الهاتف و بالبريد الالكتروني، و أشار بتأثر بالغ إلى الكلمات المشجعة الدافعة التي أبداها له الراحل السعودي الكبير د.محمد صادق دياب، و كانت محفزة له على تجميع مقالاته المقامية في أربعة كتب هي (لهذا وجب التنبيه، كلام و السلام، زواج على صفيح ساخن، و الرقص على سلم الصحافة)
و بعد أن انتقل إلى محطة جديدة خلال رحلته لاستكمال مشروعه الأدبي بالمزاوجة بين فن تراثي آخر (التوقيعات الأدبية) و فن حداثي (القص) لإنتاج ما أطلق عليه (الومضة القصصية)، و قد عرفها تفصيلا مشيرا إلى سعيه الحثيث لإرساء دعائم هذا الفن الأدبي من خلال عرض أكبر عدد من النصوص التطبيقية خلال فترة وجيزة، ليثبت حقيقة استقلالية هذا الفن و تفرده و تميزه عن باقي الفنون الأدبية الأخرى (خصوصا القصة القصيرة جدا) سعيا وراء وضع الإطار النقدي له؛ فذكر أنه أنشأ على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك (الرابطة العربية للومضة القصصية) التي انضم إليها خلال شهر واحد من تاريخ تأسيسه لها (12/9/2013) أكثر من أربعة آلاف عضوا من 17 دولة، ثم نظم مسابقة يومية بين الأعضاء ـ لأول مرة في تاريخ المسابقات الأدبية أن تكون هناك مسابقة أدبية بشكل يومي ـ و لم يفته أن يذكر اهتمام الرابطة بالمحافظة على اللغة العربية، و التدقيق الشديد في النصوص المشاركة بحيث يتم استبعاد أي نص يرد فيه خطأ كتابي أو إملائي أو نحوي أو صرفي، فضلا عن الاهتمام بعلامات الترقيم و دقة مواضعها، وزاد على ذلك فقال: "من شروط النشر في الرابطة العربية للومضة القصصية ألا يكون إسم المشارك مدونا بحروف غير عربية"...
ثم عرض عددا كبيرا من الومضات القصصية، ليستبين الفارق الكبير بينها و بين غيرها من الفنون الأدبية، مشيرا إلى أن المحسنات البديعية في الومضة القصصية هي جزء لا يتجزأ من بنية النص ذاته، و ليست كغيرها من الفنون الأدبية مجرد حلية، و ضرب أمثلة على هذا... منوها إلى كونه أنشأ مدونة على البلوجر لنشر جميع النصوص الفائزة في المسابقة اليومية منذ تأسيس الرابطة و حتى الآن حفاظا على حقوق الملكية الفكرية لأعضاء الرابطة، كما أشار إلى انتقال (الومضة القصصية) من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي من خلال سلسلة كتب ورقية سيصدرها تباعا تحت عنوان (سلسلة كنوز الومضة القصصية) و ذكر أن العدد الأول صدر بالفعل، و جارٍ إعداد العدد الثاني من تلك السلسلة...
تنويه: قام الأديب مجدي شلبي بتوزيع عدد من النسخ المجانية من الكتاب الأول من تلك السلسلة على بعض الحاضرين...
ثم عرض استعداده لتلقي الأسئلة حول (الومضة القصصية) من خلال عبارته: "إن المعلومة المطلوبة أكثر نفعا من المعلومة المفروضة"، عندئذ تبارى الإخوة النقاد في عرض رؤيتهم، و إبداء آرائهم بأسلوب موضوعي متحضر، تلخص في إشكالية:
ـ أن القصة الومضة هي ذاتها القصة القصيرة جدا، و قد سبق الكتابة فيها قبل ظهور الرابطة العربية للومضة القصصية بسنوات.
فعقب الأديب مجدي شلبي موضحا الفارق الكبير بين (الومضة القصصية) و (القصة القصيرة جدا) قائلا: "القصة القصيرة جدا هي عبارة عن قصة مكثفة أو مختزلة، لا تتداخل مع فنون أدبية أخرى" أما (الومضة القصصية) فهي نتاج مزاوجة بين (التوقيع الأدبي) و فن القص، هي حكمة في ثوب القص"، و أوضح أن كل عملية مزاوجة تُنتج خلقا جديدا له بصمته الخاصة، قد يتشابه في بعض صفاته مع والديه، لكن من المستحيل أن يتطابق معهما في الصفات و الطباع و العناصر تطابقا تاما... 
و أكد أن لجوء الكتاب و النقاد في بداية التسعينيات لحل إشكالية طول اسم (القصة القصيرة جدا) عن اسم (القصة القصيرة) جعلهم يطلقون عليها أسماء أخرى مثل: الأقصوصة أو القصة الومضة، و ذكر: "أن هذا الاسم الأخير الذي أطلقوه على (القصة القصيرة جدا) هو اسم على غير مسمى، فالومضة في تعريفها اللغوي: برقة، و البرقة، لمحة خاطفة (من هنا يتضح أهمية عنصر التكثيف) فلا يستوعب زمنها سردا حكائيا قد يصل إلى بضعة أسطر، كما أن الومضة تنتج عن اصطدام بين سحابتين إحداهما موجبة و الأخرى سالبة (من هنا يتضح أهمية عنصر المفارقة بين شطري النص) فلا يعد ومضة النص الذي يتكون من أكثر من شطرين اثنين، و في القصة القصية جدا قد يصل إلى عدد من الجمل، مما ينفي عنه صفة الومضة...".
و في رد على سؤال: أليس نص هيمنجواي (للبيع: حذاء طفل، لم يُلبس قط) ومضة قصصية؟
أجاب الأديب مجدي شلبي: "بالقطع هذا النص قصة قصيرة جدا، و ليس ومضة قصصية، و لتكن أمامك قاعدة قس عليها أي نص ليستبين لك هل هو ومضة قصصية أم لا:
أولا: ألا يزيد عدد كلماته عن 8 كلمات
ثانيا: أن يتكون من شطرين فقط (سبب و نتيجة) أو (فعل و رد فعل).
ثالثا: أن يكون بين الشطرين مفارقة قوية (مع ملاحظة الفارق بين المفارقة في النص الأدبي و المفارقة في النكتة، و سأوضح هذا الأمر).
رابعا: أن يتناول النص أمرا عاديا من زاوية غير معتادة، و هو ما نطلق عليه (الإدهاش).
خامسا: أن يكون النص موحيا بمعنى أن يفتح باب التأويل على مصراعية و ألا يقصره على دلالة واحدة (مع ملاحظة الفارق بين النص الموحي، و النص الملغز كالفزورة مثلا، و سأوضح هذا الأمر(.
سادسا: إذا كان البرق يصعق، فمن خلال تعريف الومضة بأنها: برقة؛ وجب أن تصعقنا الومضة القصصية من خلال نهايتها المباغتة غير المتوقعة."...
و عقب المناقشات و الحوارات الراقية أبدى المشاركون من الإخوة النقاد ترحيبهم بكل إبداع نصي أو ابتكاري جديد يستطيع إثبات وجوده و إعلان استقلاليته ليتم تأطيره نقديا، و إذا كان التاريخ هو الفيصل و الحكم، فلا ينبغي أن نئد تجربة وليدة قبل أن تقوى و تشب عن الطوق، و تستطيع إثبات وجودها رأسا برأس مع ما استقر من أجناس أدبية أخرى... 
و مع إهداء نسخة من المصحف الشريف و شهادة تقدير للأديب مجدي شلبي من مؤسسة بنت الحجاز الثقافية، انطلقت كلمات الإشادة و التقدير:
"نثمن الجهد الكبير و المعلومات المفيدة و الحضور المشرف للمبتكر الأديب مجدي شلبي"
بهذه العبارة اُختتم اللقاء المعنون بـ (محاولات التمرد على أحادية الجنس الأدبي) الذي تخلله العديد من الأصوات الشعرية المنوعة ما بين الفصحى و العامية و الرباعيات و فن الواو فضلا عن بعض الأغنيات الوطنية و التواشيح الدينية...
أدار هذا اللقاء الشاعر القدير المستشار/ عمرو المليجي، و أشرف على الصالون الشاعر و الناقد القدير الأستاذ/ عصام الرفاعي (مدير عام المؤسسة)
و حضور ضيفتا شرف المنصة الشاعرتان
الأستاذة القديرة/ الشاعرة غنية عبدالرحمن قنا 
الأستاذة القديرة/ شجرة الدر نادية محمد
و حشد كبير من الشعراء و الأدباء و النقاد
و قد تابعت الشاعرة القديرة دلال كمال راضي (مؤسس و رئيس مجلس إدارة مؤسسة بنت الحجاز الثقافية) فعاليات تلك الأمسية كاملة، لحظة بلحظة، من خلال الإنترنت، حيث هي موجودة حاليا في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية...
..........
...............................................................
و لتظل (مؤسسة بنت الحجاز الثقافية) نموذجا يُحتذى للتواصل بين المثقفين العرب، و منبرا حرا لإبداعاتهم، و راعية للمواهب الأدبية و الفنية
.