مرحبا بكم في بلوج الرابطة العربية للومضة القصصية: ريادة الومضة القصصية بلا منازع ـ أسس الرابطة الأديب مجدي شلبي: مبتكر الومضة القصصية في 12/9/2013...

إسقاط: مصطفى علي عمار (مصر)

مصطفى علي عمار (مصر)
إسقاط
ضبطها متلبسة؛ اتهمته بالتجسس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة بقلم/ مجدي شلبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      ( إسقاط ) بهذه الكلمة عنون الكاتب ومضته القصصية بحيلة ذكية، بديلا عن أوصاف مسيئة نأى بنفسه عن استخدامها، ليس من باب الحرص على مشاعر تلك المرأة، التي عبر عن أفعالها المجرمة، و وقاحتها و تبجحها فيمن ( ضبطها متلبسة )، لكنه ربما فعل ليدرأ عن نفسه اتهاما قد تُلحقه به هو الآخر!... و بعيدا عن التحليل النفسي المعتمد على نظرية سيجموند فرويد الخاصة بالإسقاط؛ نجد لتلك الكلمة معانٍ عديدة تشير إلى: الانحطاط، الدناءة، السقوط، التداعي، الانحلال...
و هو بهذا العنوان مهد الطريق أمام المتن، الذي دلل به على تلك الصفات الخسيسة؛ فجاء الشطر الأول ( ضبطها متلبسة ) موضحا أن الجريمة كانت عالقة بها، و لا يفوتنا هنا أن نشير إلى أن كلمة ( تَلَبُّس ) تحمل المعنى و ضده ( نقول: "تلبس عليه الأمر: اختلط و تداخل و لم يعد يميز فيه شيئا" ـ " تلبست به جريمته: علقت به" )؛ و المعنى الأخير هو المقصود و المتوافق مع النص القانوني لحالة الـ( تَلَبُّس ): "أن يتم ضبط الجريمة أثناء ارتكابها...".
فماذا كانت نتيجة أن ( ضبطها متلبسة )؟
انهارت؟، اعترفت بخطئها؟، طالبته بعدم فضح أمرها معلنة توبتها؟:
تلك هي النهاية الطبيعية المتوقعة في مثل تلك الأحوال، لكن كاتبنا اعتمد عنصر النهاية المباغتة و الصادمة؛ فذكر أنها لم تكتف بفضيحتها، لكنها تجرأت عليه و تبجحت فيه و ( اتهمته بالتجسس )!... في محاولة منها أن ( تُسقط عليه ) ما بها من خسة، و لسان حالها السليط ينطق بالمثل الدراج ( لا تعايرني و لا أعايرك؛ الهم طايلني و طايلك )...
تلك هي وسيلة العاجزين عن إصلاح أنفسهم و تدارك أخطائهم؛ أن يحاولوا تلويث سمعة الشرفاء، و الكاتب هنا ـ بومضته القصصية ـ يكشف خبث نواياهم، و انحطاط أخلاقهم، و سفالة أساليبهم...
يقول الشاعر أحمد فارس الشدياق، مع بعض التعديل:
( تبجح "فاسد" ... بما فيه بين الناس من آفة "الحمق".).
"... فانظُرْ ... حمق "الفاسدين" كيف أحاكا." (الشريف الرضي)


"فتبا لهذا الفساد و تبا لبؤس العباد الثكالى..." ( محمود درويش )