مصطفى علي عمار (مصر)
إسقاط
ضبطها متلبسة؛ اتهمته بالتجسس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة بقلم/ مجدي شلبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( إسقاط )
بهذه الكلمة عنون الكاتب ومضته القصصية بحيلة ذكية، بديلا عن أوصاف مسيئة نأى
بنفسه عن استخدامها، ليس من باب الحرص على مشاعر تلك المرأة، التي عبر عن أفعالها
المجرمة، و وقاحتها و تبجحها فيمن ( ضبطها متلبسة )، لكنه ربما فعل ليدرأ عن نفسه
اتهاما قد تُلحقه به هو الآخر!... و بعيدا عن التحليل النفسي المعتمد على نظرية
سيجموند فرويد الخاصة بالإسقاط؛ نجد لتلك الكلمة معانٍ عديدة تشير إلى: الانحطاط،
الدناءة، السقوط، التداعي، الانحلال...
و
هو بهذا العنوان مهد الطريق أمام المتن، الذي دلل به على تلك الصفات الخسيسة؛ فجاء
الشطر الأول ( ضبطها متلبسة ) موضحا أن الجريمة كانت عالقة بها، و لا يفوتنا هنا
أن نشير إلى أن كلمة ( تَلَبُّس ) تحمل المعنى و ضده ( نقول: "تلبس عليه
الأمر: اختلط و تداخل و لم يعد يميز فيه شيئا" ـ " تلبست به جريمته:
علقت به" )؛ و المعنى الأخير هو المقصود و المتوافق مع النص القانوني لحالة
الـ( تَلَبُّس ): "أن يتم ضبط الجريمة أثناء ارتكابها...".
فماذا
كانت نتيجة أن ( ضبطها متلبسة )؟
انهارت؟،
اعترفت بخطئها؟، طالبته بعدم فضح أمرها معلنة توبتها؟:
تلك
هي النهاية الطبيعية المتوقعة في مثل تلك الأحوال، لكن كاتبنا اعتمد عنصر النهاية
المباغتة و الصادمة؛ فذكر أنها لم تكتف بفضيحتها، لكنها تجرأت عليه و تبجحت فيه و
( اتهمته بالتجسس )!... في محاولة منها أن ( تُسقط عليه ) ما بها من خسة، و لسان
حالها السليط ينطق بالمثل الدراج ( لا تعايرني و لا أعايرك؛ الهم طايلني و طايلك
)...
تلك
هي وسيلة العاجزين عن إصلاح أنفسهم و تدارك أخطائهم؛ أن يحاولوا تلويث سمعة
الشرفاء، و الكاتب هنا ـ بومضته القصصية ـ يكشف خبث نواياهم، و انحطاط أخلاقهم، و
سفالة أساليبهم...
يقول
الشاعر أحمد فارس الشدياق، مع بعض التعديل:
( تبجح "فاسد" ... بما فيه
بين الناس من آفة "الحمق".).
"... فانظُرْ ... حمق "الفاسدين"
كيف أحاكا."
(الشريف الرضي)
"فتبا
لهذا الفساد و تبا لبؤس العباد الثكالى..." ( محمود درويش )