مرحبا بكم في بلوج الرابطة العربية للومضة القصصية: ريادة الومضة القصصية بلا منازع ـ أسس الرابطة الأديب مجدي شلبي: مبتكر الومضة القصصية في 12/9/2013...

الملتقى الثالث لرواد و عشاق الومضة القصصية 19 أكتوبر 2017

تقرير مختصر عن فاعليات الملتقى الثالث
لرواد و عشاق الومضة القصصية
خالص الشكر و العرفان و الاحترام و التقدير للحضور الكريم الذي شرفنا و سعدنا بهم في الملتقى الثالث لرواد و عشاق الومضة القصصية بمكتبة مصر العامة بالمنصورة مساء اليوم الخميس 19 أكتوبر 2017:
ـ سيادة اللواء/ حاتم عبد اللطيف
ـ الأستاذ/ محمد عبدالمنعم عطا الله
ـ الدكتورة/ سميه عودة
ـ الأستاذ/ مجدي سالم
ـ الأستاذ/ إبراهيم الشابوري
ـ الأستاذة/ هاله العكرمي
ـ الأستاذ/ إبراهيم الفناجيلي
ـ الأستاذ/ جمال عثمان
ـ الأستاذة/ أمل منصور
ـ الأستاذ محمد الخميسي
ـ الدكتورة/ هبه السيد طه
ـ الأستاذ/ أسامه هلال عجور
ـ الأستاذ/ محمد المرسي حسين
ـ الاستاذ/ السيد عبده
و نقدر الظروف القاهرة التي دفعت بعض المتغيبين للتواصل معنا للاعتذار، و الظروف التي منعت غيرهم حتى عن الاعتذار.
في ليلة تألق فيها فن الومضة القصصية بحضور نخبة متميزة من كتابها و عشاقها، تم تقديم التحية و الاحترام و التقدير للحضور الكريم، ثم أعقب هذا عرض فيديو على الشاشة التلفزيونية المخصصة لأغان وطنية احتفاء بذكرى انتصار مصرنا الغالية في أكتوبر 1973 ثم تكريم أحد أبطال تلك المعركة المجيدة ( سيادة اللواء/ حاتم عبداللطيف )
تلا هذا أمسية شعرية أبدع فيها كل من:
الدكتورة/ سميه عودة
الأستاذة/ هاله العكرمي
الأستاذ/ مجدي سالم
الأستاذ/ أسامه عجور
الأستاذ/ جمال عثمان
الأستاذ/ محمد المرسي عسكر
و عقب عرض فيديو يتضمن مسيرة الومضة القصصية خلال الأربع سنوات الماضية، آثر القاص القدير الأستاذ/ محمد الخميسي أن يلقي كلمة وجه فيها التحية و التقدير لما تم من جهود على طريق إرساء دعائم (الومضة القصصية) و أمتع الحضور بقصة قصيرة من إبداعه
تم عقب ذلك توزيع شهادات التقدير و النسخ المجانية من الإصدار الثالث من سلسلة (كنوز القصة الومضة)
و التقطت الصور التذكارية للحضور الكريم، على وعد بلقاء قادم بإذن الله، يجمعنا فيه الأدب بمعنييه، في أجواء من الود و المحبة و الاحترام و التقدير...
أكرر شكري و تقديري و احترامي لكل من تكرم بالحضور، و أقدر الظروف القاهرة التي منعت البعض عن الحضور و دفعته للاعتذار، و البعض الآخر الذي لم يجد وقتا حتى للاعتذار!.
و نلتقي على خير دائما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دامت رابطتنا العربية للومضة القصصية: ريادة الومضة القصصية على مستوى العالم بلا منازع
و كل عام و أنتم بخير و صحة و سعادة و تألق و إبداع.
( صور الملتقى الثالث لرواد و عشاق الومضة القصصية في الألبوم التالي goo.gl/72zrsp )
مقدمة الكتاب الثالث من سلسلة
(كنوز الومضة القصصية)
نسقية القصة الومضة
بقلم الأستاذ/ أبو إسماعيل أعبو (المغرب):
لا يخفى على الحضور الكريم، أن الومضة القصصية التي شاعت في شتى ربوع الوطن العربي، منذ زهاء أربع سنوات، أبدعها على غير منوال سابق المبدع المصري الأديب مجدي شلبي، الذي نظر لها، وحدَّ توسيماتها الجنسية، واستراتيجية اشتغالها، كما بوأها منزلة مركز الجاذبية والإشعاع، مؤسسا لها رابطة حركية، هي رابطة القصة الومضة، التي ما انفكت  تتحرك بإرادته الغلابة عبر شبكة الأنترنيت محركة مواقع عدة، تدل على صفحاتها  ومستجداتها، والمسابقات التي تجرى باسمها، وروائعها التي تحظى بحظوة خاصة لدى النقاد، والكتابات النقدية التي تستنيرها وتستثير قضاياها الإبداعية.
 لهذا استحق هذا الأديب  لقب  رائد الومضة القصصية، فبفضله حظيت بحظوة خاصة وأصبحت مركز الاستقطاب بلا منازع، فهي استقطبت كتابا ونقادا وقراء، حتى أصبح مقود الحكي موكول لها، ذلك أنها لا تتميز بشيء تميزها باللغة  البليغة، التي تسحر ببلاغتها القائمة بتعبير الفيلسوف العربي ابن سينا على الإضمار المقصود، باعتباره طاقة إيحائية تتمثل في قدرة اللغة على  كشف المحذوف منها بواسطة المذكور.
إن هاته البلاغة  تترتب عن فكرة مقطرة، تختزل في كلمات معدودة تكون مكثفة، وموجزة، وموحية، ومفارقة، ومباغتة بما لم يكن في الحسبان، وهي فكرة ليست قيد سياقها اللغوي، ذلك أنها تبارحه لتحل رحبة في سياقات تأويلية أخرى، تستثيرها  احتمالاتها الدلالية في سيرورة تلقياتها.
ولعل ما يلفت النظر بصدد هاته الفكرة، كونها تستحيل بين يدينا إلى مفتاح نفتح به قضية من قضايا عالمنا الداخلي، أوعالمنا الخارجي، لهذا فعلاقة القارئ بها هي علاقة حوار، وليست علاقة تلق ساذج تلقائي يستبعد الكفاءة الفكرية.
بهذا الذي أسلفنا بسطه، تتبين لنا علاقة حميمية بين الفكر واللغة، أو بالأحرى الومضة القصصية، فنحن نفكر باللغة، وكل ومضة فكرية تخطر بفكرنا نعبر عنها باللغة، بل إن كل ومضة قبل أن تكون قصصية كانت فكرية، وصغناها  وفق المستويات اللغوية الصوتية والمعجمية والتركيبية والدلالية صياغة ترتهن ببنى حكائية وأبعاد جمالية، فبفضل هذا الفكر تتأسس اللغة على دعامتها المنطقية، وتصطبغ بصبغة المعقولية.
إن هاته العلاقة تبعثنا على طرح السؤال التالي: هل الومضة القصصية، باعتبارها منجزا لغويا مقيدا بما دون ثمانية ألفاظ، قادرة على حمل كل المعاني التي تومض في الذهن مهما تراكبت وتشابكت؟
إن الومضة القصصية كما نظر لها الأديب مجدي شلبي لا تتأتى إلا إذا ما احتمت بانتظام واقع على وجه مخصوص، فهي ينبغي أن تنسج على منوال رؤية إبداعية محكمة كأن تنتظم وفق نظام شطرين يكون أحدهما سالبا والثاني موجبا، وتصاغ بلغة أدبية تعتمد تكثيف المعاني، والإيحاء بأخرى، والإدهاش من اللا متوقع،  ومفارقة المعنى لنقيضه، والنهاية المفاجئة.
لعل القاصين الذين اعتمدوا هاته الرؤية الإبداعية في قصهم، أدركوا من جهة طواعيتها المثلى لتأليف الومضات الفكرية في قصص ومضية ذات مواصفات جمالية، كما أدركوا من جهة أخرى إحكام ركائزها النظرية.
إلا أن الناظر عن كثب إلى هاته الركائز، يجدها لا تتضمن نظريا ركيزة أساسية تعتد بها القصة الومضة وتتوقف عليها بنيتها الكلية النصية، ويستقيم بها تصورها في نطاق بناء لغوي تكاملي.
إنها ركيزة النسقية، التي تسند إلى النسق اللغوي لهذا الجنس الأدبي، باعتباره علاقات بين كلمات متكاملة عضويا ومرتبطة جدليا، تمت الواحدة منها بصلة وثقى بسابقتها وبلاحقتها، مما يجعل  القصة الومضة، بنية كلية ذات علاقات نسقية، لا تقبل بتاتا الفضلة من الكلمات، ما دام لا مجال فيها للاعتباطي منها.
فبفضل هاته الركيزة سيصبح بمقدرة القاص، أن يتجاوز سقف الكلمات المسموح به، في نطاق مشروعية جنسية، تتمثل في إمكانية إضافة ما نسميه بالكلمة (أو الكلمات) النسقية، أي تلك التي تتناسق مع باقي كلمات الومضة القصصية دون أن تكون كلمة فضلة، أو بالأحرى دون أن تخل بوحدتها الكلية وبركائزها النظرية.
وينبغي هنا أن لا نذهب إلى أن النسقية قد ينوب منابها التكثيف، فهذا كما حدده الأديب مجدي شلبي يرتهن ب"الحذف الفني الذي لا يخل بالمعنى، ولا يستبقي كلمة أو حرفا زائدا يمكن الاستغناء عنه"، في حين ترتهن النسقية بالعلاقات التي تنشأ بين الكلمات، لتشكيل الومضة القصصية في وحدة كلية متناسقة ومنسجمة ودالة على جنس لا عهد لنا به، إنه جنس يترجم فكرة ومضت في الذهن بما ينشأ بين كل كلماته المعدودة من علاقات، ويدل عنها لا بمعناها، وإنما بالمعاني الاحتمالية المترتبة عن هذا المعنى.

إن إدراج مفهوم النسقية ضمن المفاهيم النظرية للقصة الومضة، سيهبها تماسكا نظريا، يحفز النقاد على إيلاء الاعتبار لبنيتها العلاقية، باعتبارها نسيجا لغويا ينسج تبعا لعلاقات بين مستويات صوتية ومعجمية وتركيبية ودلالية، وبنيات حكائية، كما سيهبها تماسكا إبداعيا إذ سيجعل القاص يرضخ كتابته لرؤية إبداعية متناسقة، تبعث قارئها على التفكير بالأسئلة في معاني المعنى، تبعا لتعالقات لفظية مكثفة ذات أبعاد جمالية.
لا يمكن أن ينازع المبدع المصري الأديب مجدي شلبي في ريادته إلا من أعمت الومضات بصره وبصيرته وأمسى يخبط خبطا عشوائيا، ولا يسعني يا أستاذي الجليل الوجيه إلا أن أنوه مرة أخرى بعبقريتكم الهادفة، سينصفكم الزمن طال أم قصر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
* كاتب و ناقد من المغرب