علي أحمد عبده قاسم (اليمن)
احتراف
بعثر الألوان؛ اكتملت اللوحة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة بقلم/ مجدي شلبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يلعب
العنوان الذي اختاره الكاتب بـ ( احتراف ) دورا مهما في إلقاء الضوء على المتن
لكشف الغموض الذي اكتنف أول كلمة منه: ( بعثر )؛ هل يعني بها: شَتَّتَ و بَدَّدَ،
أم: جَزَّأَ و وَزَّعَ؟.
و هل ( احتراف ) مقصود به: اتخاذ عمله حرفة
يتكسب منها، مهنة ( يمْتِهنها )، أم
المقصود: إتقان عمله و براعته فيه.
المدهش في هذا النص أنه حمال أوجه؛ فيمكن
قراءته على نحو:
1ـ محترف في فن الرسم، أتقن عمله و برع فيه؛
فراح يوزع الألوان بتمكن و بساطة و سهولة و يسر؛ فأتم اللوحة على أكمل وجه.
أو قراءته على نحو:
2ـ محترف يمتهن مهنة الرسم و يرتزق من عمله
ارتزاقا؛ فراح يبدد و يشتت الألوان، على طريقة بعض الفنانين الذين يعكسون حالة ( جنون
الفن )، و التي طالما وجدت لها جمهورا عريضا من المعجبين بتلك اللوحات.
3ـ أو قراءته على نحو رمزي، بما يحمله من
إسقاطات سياسية...
و لكني أرى أن القراءة الأولى هي الأنسب، فما
الذي اعتمد عليه الكاتب في نصه ليصبح ومضة قصصية تستحق التميز؟
إن الإجابة على هذا السؤال تتلخص في كون ( المبدع
) يمارس إبداعه بسهولة تمتنع عن ( المدعين )... فجاءت هذه الومضة القصصية ساخرة من
هؤلاء الجهلاء، الذين لا يرون في أي عمل جاد إلا إضاعة للوقت، و لا يرون في الرسم
إلا بعثرة ألوان!...
عبارات حكيمة ذات صلة:
ـ "الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية." ( بابلو بيكاسو )
ـ "كل فن يحمل نوراً إلى الآخر." ( فولتير )
ـ " يكون الفن جميل عندما تعمل
اليد و الرأس و القلب معا." (جون راسكن)
ـ "الفن وحده ينقذنا من الجنون." ( غادة السمان )
ـ "الفن العظيم هو السهل للناس، الصعب للفنان." (توفيق الحكيم)
ـ " الحياة: هي فن الرسم بدون
ممحاة." ( جون جاردنر ).