مرحبا بكم في بلوج الرابطة العربية للومضة القصصية: ريادة الومضة القصصية بلا منازع ـ أسس الرابطة الأديب مجدي شلبي: مبتكر الومضة القصصية في 12/9/2013...

(الومضة القصصية) و محاولات التمرد على القوالب الأدبية التقليدية

(الومضة القصصية) و محاولات التمرد
على القوالب الأدبية التقليدية

بقلم مجدي شلبي (*):
التمرد على القوالب الأدبية التقليدية، يأتي انعكاسا طبيعيا لروح الإبداع ذاته؛ فالإبداع في حقيقته تمرد على الواقع، و مبادرة يبديها الفرد، تتمثل في قدرته على التخلص من السياق العادي، و إتباع نمط جديد من التفكير بما يؤدي إلى الدهـشة و الإعجاب...

فإذا كان الهدف الأسمى من الإبداع هو التغيير، فلمَّ لا يكون هناك رؤية مستقبلية منفتحة، تخرجنا من حالة التماثل القائم ـ فكرة و تناولا ـ بين النصوص الإبداعية في مجال القوالب التقليدية، على نحو ما تعج به الساحة الأدبية من نصوص مكرورة تعد نسخا متشابهة إلى حد التطابق في الفكرة و الأسلوب و التناول...

و من هذا يتضح أن التمرد ليس انقلابا على الأجناس الأدبية التقليدية ذاتها، و لكنه محاولة لفتح مجال جديد و مبتكر أمام المبدع، ليخرجه من أزمة سبق التناول، و ظاهرة الاتهام بالاقتباس و التناص أو (التلاص)، و من ثم إطلاق حرية القارئ أيضا في التحليق في فضاءات أكثر رحابة من القوالب الأدبية المعتادة، إلى  أشكال غير نمطية، جديدة و مبتكرة.

و لا شك أن محاولات التمرد على الأجناس الأدبية التقليدية، و إزالة الحدود الفاصلة بينها، أدت إلى عملية مزاوجة بين فنين أنجبا فنا أدبيا غير مسبوق، هذه المزاوجة تماثل إلى حد ما إزالة الحدود بين الجنسين شرعا عن طريق الزواج، الذي لولاه لاندثر الجنس البشري كله، كما اندثرت بعض الأجناس الأدبية كالمقامة و التوقيعات الأدبية...

و تتضح أهمية تلك المحاولات من خلال ما تسعى إليه من مواكبة التطور في المجال الإنساني كله  (أدبيا و اجتماعيا و علميا أيضا) و عندما أقول ضرورة إزالة الحدود الفاصلة بين الأجناس و المزاوجة بينها علميا؛ تبرز أمامنا عمليات التهجين الذي هو عبارة عن إلقاح بين سلالتين نقيتين تختلفان عن بعضهما بصفة واحدة أو عدة صفات، و الغرض منه هو الحصول على جيل جديد يجمع بين أفضل صفات الأبوين في سلالة جديدة، لتحسين الصفات الوراثية.

و بالعودة إلى موضوع المقال فقد تحققت بالفعل عمليات إزالة الحدود و المزاوجة بين فنون أدبية عديدة منها على سبيل المثال:

ـ إزالة الحدود الفاصلة بين المسرح و الشعر، و المزاوجة بينهما؛ أنجبتا (المسرح الشعري)
ـ إزالة الحدود الفاصلة بين الشعر و النثر، و المزاوجة بينهما؛ أنجبتا (قصيدة النثر)
ـ إزالة الحدود الفاصلة بين الرواية و السيرة الذاتية، و المزاوجة بينهما، أنجبتا (الرواية السيرية)
ـ إزالة الحدود الفاصلة بين الشعر و القص، و المزاوجة بينهما؛ أنجبتا (القصة الشاعرة)
ـ إزالة الحدود الفاصلة بين المقامة و المقال، و المزاوجة بينهما؛ فقد أنتجت منهما (المقال المقامي)
ـ إزالة الحدود الفاصلة بين أدب التوقيعات و القص، و المزاوجة بينهما؛ فقد أنتجت منهما (التوقيع القصصي) أو (الومضة القصصية)

ومن المتوقع أن تستمر مسيرة التمرد، و إزالة الحدود و المزاوجة بين الأجناس الأدبية، و في المقابل ستستمر عوامل الهدم المختلفة، و أساليب مقاومة كل جديد، و التي لن يوقفها إلا محاولات تجويد المنتج الإبداعي من خلال نصوص تطبيقية، تكون أكثر قوة و قدرة على الصمود، و إثبات الوجود أمام سلطة النقد...

أخيرا و ليس آخرا: قد يدهش بعض المعترضين أن هناك مزاوجة أخرى قد تمت بالفعل و انطلقت بسرعة البرق إلى فنون الشاشة من خلال "النص الدرامي" دون أدنى اعتراض، أو حتى ملاحظة أو مجرد رأي من جانب نقاد الأدب، في الوقت الذي أصبح فيه الناقد الفني وحده هو المتحكم في تقويم هذه الأعمال، و التعليق عليها، و إبداء رأيه فيها، بعد أن تفلتت من سلطة النقد الأدبي!...

و للحديث ـ بإذن الله ـ بقية
ــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عضو اتحاد كتاب مصر ـ مبتكر (المقال المقامي) ـ مبتكر و راعي (الومضة القصصية)