كلمة في القصة الومضة
بقلم
الدكتور/ محمد هندي (مصر)
تأتي القصة الومضة لتشكل
بعدا جديدا في علاقة الإنسان بالإبداع من جانب، و ربط هذا الإبداع بالحالة التي
عليها مجتمع اليوم (مجتمع الوجبات السريعة) بإيقاعه السريع، و الذي كان سببا في
إيجاد هذا النمط القصصي من جانب آخر. و قد يقول البعض إن فن القص الحديث إما أن
يكون رواية أو قصة قصيرة، فلا داعي لهذا النمط المبالغ في إيجازه، لكنّ الذي تجدر
الإشارة إليه هو أن العبرة ليست بالتصنيف إنما بجمالية و قيمة الإبداع المقدم علي
مستوي الشكل و المضمون. و علي الرغم من إيجاز القصة الومضة، إلا أنها تحمل بين
طياتها المقومات البنائية لفن القص و تقدمها بشكل فيه نوع من الحرفية الإبداعية،
كما أن هذه المقومات: (السرد و الحدث و الشخصيات و الزمان و المكان) تأتي في صورة
موجزة تتفق و طبيعة نمطها القصصي، إلي جانب المقومات اللغوية التي تميزها مثل:
المفارقة و الإيحاء و المفاجأة.
في الأخير بقي الإشارة إلي
أن ما تم تقديمه في الرابطة العربية للقصة الومضة يعد دليلا علي أنه أصبح لهذا
النمط الإبداعي جمهوره علي الصعيدين الإبداعي و النقدي، و من ثمَّ يجب العمل علي
رعايته، و هذا ما لمسناه في هذه الرابطة، كما يجب تحديد المعايير الأساسية له دون
المبالغة في إيجازه، مع ضرورة التأكيد علي أن تحقيق المقومات السردية أمر ضروري في
أي ومضة قصصية.و متي فقدت القصة الومضة
هذه المقومات فهذا يعني فقد صفتها القصصية. كما أن جمالية القصة الومضة تكمن في
وجهة نظري في علاقتها الحوارية مع المتلقي، الذي يحاول فك شفرة ما يُقدم له.
محمد
هندي
مدرس الأدب الحديث المساعد
بكلية الآداب جامعة سوهاج