مرحبا بكم في بلوج الرابطة العربية للومضة القصصية: ريادة الومضة القصصية بلا منازع ـ أسس الرابطة الأديب مجدي شلبي: مبتكر الومضة القصصية في 12/9/2013...

الومضة القصصية نجمة في سماء الأدب

الومضة القصصية نجمة في سماء الأدب
بقلم الأستاذة/ رشا الحسين (سوريا)
شكل الأدب المدرسة التعبيرية الأولى في حياة البشرية، و التي تطورت مع  تعاقب المراحل  التاريخية، و قد تزاوجت الألوان الأدبية الغربية و العربية بجل فنونها، لتخرج لنا جينات جديدة لأجناس أدبية مستحدثة، عانت ما عانته من هجوم  أتباع السلفيات الأدبية التقليدية، الرافضين للواقع الجديد الذي يفرضه التطور، و رغم كل التحديات؛ فقد استطاعت بعض هذه الفنون الأدبية، أن تنتزع مكانتها بقوة، بل و تتصدر المشهد الثقافي للأدب المعاصر، لأنها كانت نتيجة لمتطلبات المراحل التاريخية، و مواكبة لطبيعة عصرها.
و لأن ظروف المرحلة  الحالية تحتاج لوناً أدبيا يعبر بإيجاز شديد، و بلاغة فائقة عن الرؤى و التوقعات و المفاجآت، و يستجيب للسرعة، و قلة الوقت؛ فاجأتنا (الومضة القصصية) أو بمسمى آخر (القصص الومضية) لتتربع على عرش الفنون الأدبية الحديثة، مستمدة وجودها من جذور الأمثلة الشعبية،

و هنا يجب التاكيد على حقيقة أن الأسلوب الرمزي و التجارب اللاواعية و الفانتازية  انتزعت مؤخرا اهتمام  المتلقي، خصوصا عندما لامست اهتماماته و عبرت عن قضاياه، و قد وفرت الومضة القصصية لجمهورها الأساسيات المهمة لنتاج أدبي، حقق مبتغاه؛ فانتشرت بسرعة البرق رغم حداثة عهدها، حيث امتازت باستعمال النفس الجملي القصير (التكثيف) الموسوم بالحركية، و التوتر المضطرب، نتيجة تأزم المواقف و الأحداث، بالإضافة إلى سمات الإيحاء و الإضمار، و المفارقة، و النزعة القصصية الرمزية الموجزة، و التلميح، و الاقتضاب، والخاتمة المباغتة، فضلا عن أهمية العنوان، ودوره الموحي و الموازي و المأول للنص.الحكم، و أدب التوقيعات، و فنون الإيحاء و الفلسفة اليونانية.
إن الومضة القصصية تلك العروس الساحرة في عرس التعبير، تتجلى جماليتها باعتمادها على الاستحوذ على فكرة مدهشة، و البدء في بناء هيكلها بجماليات الأسلوب الدرامي، المزركش بروعة  الإيحاء، و شاعرية اللغة، و سريالية العرض، الذي يترك الأفق التوقعي مفتوحا أمام القارئ، و يجعله  حائرا أمام شاعرية النص المختزل؛ فيسبح في عوالم التخييل و التأويل.

و ختاماً، أقول: إن  الومضة  القصصية فن صعب، يتطلب  التركيز و الدقة، و القدرة على التكثيف و الاختزال، و توظيف المهارات الكتابية من لغة و نحو و صرف، و القدرة على رسم الصورة لإثارة القارئ بلعبة  الإدهاش و الإغراب، و استثمار تخيله في النقد و التصوير و التجريد. و على الكاتب ألا يستهين بهذا النوع من فنون الكتابة، الذي ما زال البعض يشكك في شرعيتة، رغم أن المعادلة  التاريخية  تمنحه  هذه الشرعية من خلال استحواذها على اهتمام النقاد و الكتاب، و تربعها الحالي على عرش الفن الأدبي الحديثو يستخدم كاتب الومضة القصصية أسلوب الإدهاش، و الإرباك، و الاشتباك، و المفارقة، و تراكب الأفعال، و التكثيف، و الترميز، و الأسطرة، و الانزياح، و التناص، و السخرية، و التنويع السردي، و للومضة القصصية عدة  أشكال  منها: الرومانسية، الواقعية، الرمزية، الأسطورية، والفانتازية.

و يعتبر الأديب مجدي الشلبي هو الأب الروحي في الوطن العربي لهذا اللون الأدبي الحديث (القصة الومضة) من خلال تنظيمه القوانين و الضوابط و المعايير الخاصة بها، و اهتمامه المشهود، و سعيه الحثيث لانتزاع  الشرعية لها.