لا مجال لاختزال السرد في رؤية تقليدية
احتكاما إلى ماهية سابقة عن ماهيته
بقلم
الأستاذ/ أبو إسماعيل أعبو (المغرب):
إذا كانت القصة القصيرة جدا
لم تستقل بذاتها و ظلت قيد القصة القصيرة ببنياتها الحكائية المعروفة؛ فإن القصة
الومضة استقلت بذاتها، و اكتسبت خصوصيتها فكل كلمة فيها تمت بصلة مثلى إلى الأخرى،
و تحتل ركنا كيانيا ضمن الومضة، و تتكاثف مغ غيرها دلاليا و إيحائيا و مفارقة و
إدهاشا، قد لا تجد الشخصية ضمن الومضة كما قد لا تجد المكان و الزمان...
في الحداثة أصبح وجود السرد
سابقا عن ماهيته؛ فهو قد تحرر و استقل بذاته عن كل تصور قبلي، لم تعد الكتابة
السردية باسم الحداثة تنتظم وفق مقدمة و عقدة و حل، و إنما أصبحت تنتظم وفق رؤية
ذاتية تتحدث مع الأدب بدل التحدث عنه... و لكي نفهم القصة الومضة علينا أولا أن
نعتبرها جنسا أدبيا جنينيا حركيا ينزاح عن الثوابت التقليدية و عن طقسية النمذجي.