تقرير عن الملتقى الخامس لرواد
و عشاق الومضة القصصية و ندوة بعنوان (مسيرة القصة الومضة مصطلحا و بناءً فنيا) في
النقابة الفرعية لاتحاد كتاب مصر بالمنصورة
بدعوة كريمة من الزملاء الأعزاء
أعضاء مجلس إدارة اتحاد كتاب الدقهلية و دمياط بالمنصورة؛ بدأ اللقاء الأدبي
المرتقب في السادسة من مساء السبت 12 أكتوبر بحضور نخبة متميزة من كبار الكتاب و
النقاد و الشعراء؛ و كانت المفاجأة السارة قدوم بعض أعضاء الرابطة العربية للومضة
القصصية من محافظات أخرى و على رأسهم: الكاتب المبدع الأستاذ/ خيري الأزغل (سوهاج)
و الكاتبة المبدعة الأستاذة/ بهية الشاذلي (القاهرة) و الناقد الأستاذ/ عاطف عزالدين
(القاهرة)، فضلا عن: الناقد الدكتور/ علي السيد ـ الشاعر الأستاذ/ طارق عبدالفضيل
ـ الشاعر الأستاذ/ جمال عثمان ـ الشاعر الأستاذ/ سامي جودة ـ الشاعر الأستاذ/ محمد
عسكر ـ الشاعرة الأستاذة/ حنان ماهر ـ الكاتب و الناقد الأستاذ/ محمد السيد
الزغبي... و عدد غير قليل من المهتمين بالشأن الثقافي بوجه عام، و الأدبي على وجه
الخصوص.
و كان في استقبال الجميع عضوي
مجلس الإدارة القاصة و الشاعرة المبدعة الدكتورة/ سمية عودة و الشاعر الكبير
الأستاذ/ فتحي البريشي، الذي أدار الندوة؛ بادئا بتحية الحاضرين ثم قدم تعريفا
بالأديب مجدي شلبي، مشيدا بما قدمه من إبداع نصي بأشعاره العامية و الفصحى، و
إبداعه الابتكاري لفن الومضة القصصية... ثم أضافت الدكتورة سمية عودة ـ إلى ذلك ـ ما
قام به الأديب مجدي شلبي من جهود ـ في تسعينيات القرن الماضي ـ لخدمة الأدب و
الأدباء من خلال مشروعه (موقع لكل أديب) تلك المواقع الأدبية التي كان لها الدور
الكبير في إثراء الحركة الثقافية خلال تلك الفترة، فضلا عن دوره في الإعلام
الثقافي على مستوى الدقهلية و الدلتا...
وقبل حديث الأديب مجدي شلبي عن
(القصة الومضة) أبدى شكره و تقديره لمجلس إدارة الفرع، و ترحيبه بالحاضرين و دعا
لرئيس الفرع الكاتب الكبير الأستاذ/ سمير بسيوني بتمام الشفاء، ثم تبع ذلك ببعض الملاحظات
الخاصة بضرورة تفعيل دور النقابة العامة و النقابات الفرعية للاتحاد، باعتبارها
نقابة مهنية، يجب أن تعنى بالأساس بما يواجه الأدباء من تحديات، و ما يعترضهم من
مشكلات؛ و ذلك بضرورة تخصيص ندوات و لقاءات و مناقشات لطرح الرؤى و الأفكار و
الحلول لتلك القضايا التي على رأسها:
ـ المقرات المؤجرة للفروع، و
التي تستنزف القيمة الإيجارية لها جل الميزانية المخصصة لكل فرع.
ـ ضرورة إصلاح العلاقة غير المنطقية
بين الأدباء و بعض دور النشر، التي تلزم الكاتب بتكاليف طباعة إبداعه على نفقته!...
مشيرا إلى ضرورة أن يعود مسمى (معرض القاهرة الدولي للكتاب) إلى مسماه السابق (سوق
القاهرة الدولي للكتاب) و هو الاسم المعبر عن العلاقة الطبيعية بين الكاتب (بائعا)
و الناشر (مشتريا و عارضا).
ثم انتقل إلى الحديث عن التطور في
كل مهنة ـ و ضرب مثلا بمهنة الصحافة ـ مؤكدا على حقيقة أن ابتكار طرق و أنماط
جديدة يفتح المجال أمام المهني المحترف للتحليق في سماء أرحب، و إظهار مهاراته و
قدراته في مواكبة التطور الذي هو سنة الحياة، و هكذا في كل المهن (الطب)،
(الهندسة)، و (الأدب) أيضا؛ حيث ذكر كيف واكب الأدباء التطور فاستقدموا قوالب
أدبية جديدة من الغرب، و ابتكروا قوالب أدبية جديدة من خلال المزاوجة بين أجناس
أدبية أخرى، و ضرب أمثلة: (المسرح الشعري)، (القصة الشاعرة)، (قصيدة النثر)... إلى
أن ذكر أن مشروعه الأدبي، يتلخص في خلق قوالب أدبية جديدة يعتمد على (إحياء و
تجديد التراث الأدبي العربي؛ من خلال المزاوجة بين أجناس أدبية تراثية و فنون
أدبية حداثية)؛ و ضرب مثلا بالقالب الأدبي الذي استحدثه عام 1998 نتيجة مزاوجته
بين (أدب المقامة) و فن (المقال)؛ مطلقا عليه (المقال المقامي)...
ثم تحدث عن ابتكاره الأدبي
الثاني على طريق (إحياء و تجديد التراث الأدبي من خلال المزاوجة بين فنون أدبية
تراثية و فنون أدبية حداثية)؛ فذكر أنه في 12/9/2013 زاوج بين (أدب التوقيعات/ أدب
الحكمة) و (فن القص) مستحدثا جنسا أدبيا جديدا أطلق عليه (القصة الومضة)...
و عند هذا العنوان توقف الأديب
مجدي شلبي قليلا ـ مكررا هذا المصطلح (القصة الومضة) مشيرا إلى السبب في الخلط بين
(القصة القصيرة جدا) و (القصة الومضة)؛ موضحا أن النقاد المغاربة في بداية تعاملهم
مع (القصة القصيرة جدا) واجهتهم مشكلة المصطلح، حيث أن (القصة) الطويلة يتكون
مسماها من كلمة واحدة فقط، في الوقت الذي يكون مسمى (القصة القصيرة جدا) ـ و هو
الجنس الأدبي الأقصرـ يتكون من ثلاث كلمات؛ فحل تلك الإشكالية بعض النقاد، و
اختاروا بديلا لمصطلح (القصة القصيرة جدا): (أقصوصة) أو (ق. ق. ج)، أو (قصة ومضة)!،
و أوضح إلى أن المسمى الأخير (قصة ومضة) غير دقيق، لسبب بسيط هو أن (الومضة) معناها
(برقة)، و البرقة تنتج عن اصطدام بين سحابتين إحداهما موجبة و الأخرى سالبة، و من
ثم وجب أن يكون النص (الومضي) مكونا من شطرين فقط، بينهما مفارقة، و هو مالا يتحقق
في (القصة القصيرة جدا) التي تتكون في الأغلب الأعم من عدة جمل أو عدة أسطر... و
أضاف حتى لو جاء النص في صورة جملة واحدة مكونة من شطرين فقط؛ فلا يجوز اعتباره
(قصة ومضة) إلا إذا توافر فيه عنصر المفارقة فضلا عن (الحكمة) التي هي الأب الشرعي
للقصة الومضة، و من ثم فليس كل نص يتكون من شطرين هو قصة ومضة، و لكن كل (قصة ومضة)
يجب أن تتكون من شطرين، و ضرب مثلا بالنص الشهير لهيمنجواي: (للبيع: حذاء طفل، لم
يُلبس قط) الذي يُعد قصة قصيرة جدا (مختزلة)، و ليس قصة ومضة.
ثم انتقل إلى الحديث عن تأسيسه
الرابطة العربية للومضة القصصية، و تنظيمه للمسابقة اليومية في الومضة القصصية؛ سعيا
وراء الحصول على نصوص تطبيقية عديدة ـ خلال فترة زمنية بسيطة ـ على أن تكون
متوافقة مع ما أرساه من أسس و قواعد لهذا الفن الأدبي المبتكر، ليتمكن من إثبات
حقيقة استقلالية هذا الجنس الأدبي و تفرده و تميزه عن باقي الأجناس الأدبية الأخرى
(خصوصا القصة القصيرة جدا)...
و قد أكد أن هذا الهدف قد تحقق
بالفعل من خلال آلاف الومضات القصصية ـ التي أبدعها كتاب الرابطة؛ فانتقل بها من العالم
الافتراضي إلى العالم الواقعي من خلال طباعة سلسلة كتب ورقية بعنوان (كنوز القصة
الومضة) التي صدر منها أربعة كتب حتى الآن و أشار إلى أن الكتاب الخامس في طريقه
للطباعة حال توافر الإمكانية المادية لذلك بإذن الله.
و بعد انتهاء استعراضه لمسيرة
الومضة القصصية وجه الشاعر الكبير الأستاذ/ فتحي البريشي الشكر له، و منح الكلمة
للكاتب المبدع الأستاذ/ خيري الأزغل، الذي أثنى الأديب مجدي شلبي على إنتاجه
الغزير و إبداعه المتميز في الومضات القصصية؛ فبادله الشكر و الثناء على ابتكاره
لهذا الجنس الأدبي، و أكد توقعه أن تصبح (الومضة القصصية) بديلا منافسا قويا للشعر
في الندوات و الأمسيات الأدبية، وطالب أن بضرورة تدريس (الومضة القصصية) و أن تعنى
بها وزارتي التعليم و الثقافة، و استعرض من ذاكرته بعض ومضاته القصصية المتميزة،
التي شارك بها في مسابقات الومضة القصصية و فاز عنها بالمراكز الأولى...
و عقب ذلك استعرضت الكاتبة
المبدعة دكتورة/ سميه عودة بعض ومضاتها القصصية، قبل أن تمنح الكلمة للكاتبة
المبدعة الأستاذة/ بهية الشاذلي، التي عبرت عن سعادتها بذلك اللقاء، و أشارت إلى
أنها سعدت بحضورها هذا الملتقى و كذلك الملتقى السابق (الذي سبق أن التقت فيه
الدكتورة سمية و بعض أعضاء الرابطة العربية للومضة القصصية)، و تمنت أن تستمر
مسيرة الملتقيات الأدبية لرواد و عشاق الومضة القصصية بإذن الله، ثم استعرضت بعض
ومضاتها القصصية المتميزة التي شاركت بها في مسابقات الومضة القصصية و فازت عنها
بالمراكز الأولى...
هنا بادر الناقد الكبير
الأستاذ/ عاطف عزالدين بالإشادة بكتابات الأديبة المبدعة الأستاذة/ بهية الشاذلي،
ثم وجه تحية للأديب مجدي شلبي على ابتكاره لهذا الجنس الأدبي، و خلص إلى أن الومضة
القصصية ينطبق عليها وصف (السهل الممتنع)، مستشهدا بومضتين قصصيتين وردتا للأديب
مجدي شلبي في كتابه (شموع و دموع)...
و عقب ذلك طلب الكلمة الشاعر و
الناقد الكبير الأستاذ/ طارق عبدالفضيل؛ فأشار إلى ضرورة الاهتمام بدراسته النقدية
التي أعدها للنشر في الكتاب الخامس، مؤكدا على حقيقة ما بذله من جهد استقصائي عما
صدر في الكتب الأربعة السابقة من سلسلة (كنوز القصة الومضة) و كتاب (شموع و دموع/
ومضات قصصية)... فعقب عليه الأديب مجدي شلبي موضحا أن الومضة القصصية في حالة
تطور، مؤكدا على حقيقة أن الكتاب الخامس سوف يكون نقلة نوعيه في تاريخ الومضة
القصصية، و ذلك نتيجة ما حققه الكتاب من إبداع أكثر جودة و تميز، و أدق التزاما
بما استحدثه الأديب مجدي شلبي من قواعد جديدة خاصة بالعنونة، و ضرورة أن يكون النص
فاتحا لباب التأويل، و ألا يقتصر على دلالة وحيدة...
وجاءت مداخلة الناقد الكبير
دكتور/ علي السيد مسك ختام الحديث حول (الومضة القصصية) ـ في هذا الملتقى ـ حيث
أشاد بما يطالعه من ومضات قصصية، و بما حققه الأديب مجدي شلبي بابتكاره لهذا الجنس
الأدبي من إنجاز غير مسبوق، و أنه عرض بالفعل على صديقه الدكتور/
محمود الجعيدي (وكيل كلية الآداب جامعة المنصورة) بعض تلك الومضات القصصية؛
فأبدى إعجابه بها، و متابعته لها... و أكد الدكتور/ على السيد ضرورة أن تٌقدم
رسائل ماجستير و دكتوراه في هذا الجنس الأدبي، و اعتقد أنه ستكون هناك ندوات و
لقاءات قادمة في كلية آداب جامعة المنصورة حول (القصة الومضة) بإذن الله...
و بعد أن أهدى الأديب مجدي شلبي
مجموعات الكتب (4 كتب من سلسلة كنوز القصة الومضة و كتاب شموع و دموع) إلى مكتبة
النقابة الفرعية لاتحاد كتاب مصر بالمنصورة، و للناقد الكبير الدكتور/ علي السيد،
و للكاتب المبدع الأستاذ/ خيري الأزغل... بدأت الأمسية الشعرية، التي أبدع فيها:
ـ الشاعر أ/ طارق عبدالفضيل
ـ الشاعر أ/ سامي جودة
ـ الشاعرة أ/ حنان ماهر
ـ الشاعر أ/ جمال عثمان
ـ الشاعر أ/ محمد عسكر
ـ الأديبة أ/ بهية الشاذلي
ـ الأستاذ/ أحمد عبدالفتاح
سعدالدين
و اختتمت الشاعر القديرة د/
سمية عودة الأمسية بمقطوعة شعرية رائعة...
و قبل مغادرة مقر النقابة
الفرعية لاتحاد الكتاب بالمنصورة؛ تم التقاط صورة جماعية، على وعد بلقاء آخر
تجمعنا فيه ندوات و ملتقيات قادمة بإذن الله.