عام 2015م: القصة الومضة تخطو نحو عامها
الثاني
مجدي شلبي رائد القصة الومضة بلا
منازع
.
بقلم/ حاتم عبدالهادي السيد (كاتب وناقد مصري)
إحقاقاً للحق فقد وجدت أديباً مبدعاً وقاصاً فذاً أنفق من عمره أكثر من
عام لتأطير أسس فن القصة الومضة، ألا وهو أ/
مجدى شلبى الذى اختط لها أساساً وبنياناً سامقاً، وبدأ يقدّم النماذج الدالة ليخرج
هذا الفن من نسيج: "أدب التوقيعات"، وكان له أن تربّع على جوهرة الزمرد لهذا
الفن، فأصبح رائداً بفضل الجهد الكبير السامق الذى قدّمه، والاخلاص للفكرة، فكان أن
استجاب له فى البداية عدد غير قليل من الذين تحمسوا للأمر، ثم بدأ هذا الفن ينتشر فى
الأقطار العربية، لتصبح القصة الومضة بفضل جهوده منهاجاً وفناً بذاته، ليس تابعاً لفن
القصة العربية، بل هو نتاج حالة الحراك الابداعى التثويرى للمنجز الحداثى، لتخرج القصة
الومضة كجنس أدبي مستقل ومتفرد ومتميز بفضل جهود أ/مجدى شلبى مبتكر هذا الفن وباعثه؛ فوجدناه يضع المعايير الشكلية التى
تحدد الاطار الكتابى الشكلى والجوهر الابداعى العملى للكتابة، فكانت محاولته المزج
بين ما هو نظرى وما هو تطبيقى بعيدا عن القصة بشروطها التقليدية، من بداية وعقدة ولحظة
التنوير ثم النهاية الكوميدية أو التراجيدية، أو حتى النهاية المفتوحة وغير ذلك، فغدونا نرى – بفضل جهوده – طريقاً جديدة، ونافذة
تفتح للمبدعين مجالاً ممتداً اقتضته ضرورة العصر الذى يمتاز بالسرعة والتكثيف وبلاغة
الاختصار والحذف ليصل المعنى المقصود للكاتب من أقرب طريق، وتلك لعمرى ضرورة اقتضتها
الذائقة المتواشجة مع تلاحقات التيارات ما بعد الحداثية كالعصرنة والأممية والعالمية
والكونية وغيرها والتى تتسم بتقديم كل ما هو حداثى وعصرى وجديد فى قالب شديد التكثيف والبلاغة والعمق، لينبئ عن قصص حداثية.
ولقد آثرت – منذ البداية – التأطير والاستشراف لهذا الفن الجديد، ولكن
لا أقول التنظير. اذ أن ميلاد القصة الومضة فى الوطن العربى يقارب العامين فقط، بفضل
جهود أ/ مجدى شلبى ذلك المبدع المصرى الذى أخلص للفكرة وبدأ يختط لها منهاجاً وقوساً
للنور، رأيناها قد خرجت فى غلالة شفيفة مفارقة بسيطة، لا تعتمد الحواشى من الكلام ،
ولا الغريب من الألفاظ المهجورة، بل هى قصص اشراقية تنبىء عن أحداث ومسافات ونتف اشارية،
ومدلولالات سيموطيقية، ودوال سيمولوجية، وأطر ابستمولوجية، تأخذ من فن القصة العربية
الحكاية الصغيرة، وتقدمها فى شكل كبسولة، أو شذرة، أو ومضة خاطفة كومض البرق الذى يخطف البصر بسرعة وزمنية
غاية فى التسابق والتسارع ، وبايجاز وابداع غاية فى السموق، وبنهاية مفارقة تحدث أثراً
فى المتلقى ، أو الذى أدركه وميض البرق فغدا
مشدوهاً بسرعة الضوء وقوّته وعمق مدللاته وأثره الذى يتركه مع العنوان الذى يمثل العتبة
السيموطيقية التى تشير الى الموضوع وتختزله، أو تدلّل اليه ضمنياً، وكأننا بهذا نسير
فى دوائر السيموطيقا وعلاماتها الاشراقية الرامزة، وتلك لعمرى زمنية غير محسوسة لكنها
تمثل زمناً ايقاعياً، أو مكاناً فى المخيلة التشاركية التى يستدعى بها الكاتب القارىء، ليكون شريكاً فى عملية
الابداع، أو داخل اللعبة السيمولوجية الغاية فى الاشراق والتكثيف، مع استخدام دلالات
الحذف، أو الانزياحات التقصيدية للغة، والتى تشير الى الدلالات الاكتنازية الاشارية
الموحية الدّالة، والمعبّرة عن الموضوع بدلالاته الترميزية، او باستخداماته للجناس،
أو السجع المقنن المتانق، أو الكنايات الضمنية، وبمواربة شبه ترميزية تدلل الى بلاغة
الأسلوبية – لدى القصة الومضة - فينتفى الزمان لديها، وان كان موجوداً، وينتفى المكان
وان دلل إليه، أو ألمح بوجوده، وينتفى السرد والاسهاب فى الوصف وغير ذلك، لنقرر بأننا
أمام إبداع جديد، يعتمد اقتصاديات اللغة المائزة الاختزالية التى تمثل ومضة خاطفة عن
الموضوع ودلالاته الرامزة.
لقد أبدع الأستاذ / مجدى شلبى فى ابتكار هذا الشكل، ونحن اذ وافقناه واستشرفنا
للقصة الومضة، وقمنا بالتنظير لهذا الموضوع، فانما من خندق الاقتناع بجمالية اللعبة
الجديدة، تلك اللعبة الفنية الابداعية التى يقدمها أ/ مجدى شلبى رائد هذا النهج القصصى
في الوطن العربى.
وللحقيقة فاننى كناقد ولى كتبى ودراساتى العديدة فى هذا المجال ، لم يكن
ليصادفنى موضوع القصة الومضة، لا من قريب أو من بعيد، اللهم الا فى أدب التوقيعات،
وبعض القصائد الابيجرامية القصيرة، أو بعض القصص القصيرة جداً، ولكن تصور أن يكون هناك
فن، وله اشتراطاته، ومعاييره الكتابية والأسلوبية
والجمالية، فلم أصادف ذلك بالمعنى المتعارف عليه الآن فى هذا المجال، أى المصطلح ،
إلا حاليا وأنا اتابع بالدراسة والتحليل النماذج المقدمة من خلال مسابقة القصة الومضة
فى الوطن العربى، والتى ينظمها أ/ مجدى شلبى، وهى المسابقة اليومية، حيث لم يكن ابتكاره
فى التأطير لشكل ومنهاجية الومضة – فقط – بل فى تقديم مسابقة يومية من خلال مواقع التواصل
الاجتماعى " الفيس بوك " وكأنه يقيم ورشة ابداعية نقدية عربية يومية، وهذا
شىء رائد أضيفه إليه إحقاقاً للحق، فلم أشهد مسابقة أدبية على مستوى العالم تنظم بشكل
يومي إلا في الرابطة العربية للقصة الومضة التي أنشأها ويرأسها ويرعاها رائد القصة
الومضة أ/مجدي شلبي، والحق أبلج ويجب اعطاء الحقوق إلى أصحابها، وهذا شىء جديد على
الذائقة العربية، وكأنه بوعى كامل، وبإصرار على إنجاح منجزه الابتكاري استطاع أن يحفز
الكتاب على تجريب الكتابة في هذا الجنس الأدبي ليصبح أمام النقاد العرب الآن مئات الومضات
القصصية كنصوص تطبيقية لهذا الفن الأدبي الجديد، وغدا أ/ مجدى شلبي بمثابرته وجهده رائدا لهذا الفن...
ونحن اليوم فى مطلع العام الجديد عام 2015م نهنئ العروبة والعالم أجمع بهذا الشكل القصصى الابداعى الجديد، ونحتفي سوياً بهذا المنجز الأدبي الذي ابتكره أ/مجدي شلبي، ولأجل التعريف به وتشجيع الكتابة فيه طبقا لما أرساه من قواعد وأسس وما حدده من عناصر وأركان، وما وضعه من معايير وضوابط؛ أنشأ (الرابطة العربية للقصة الومضة) رائدة القصة الومضة على مستوى العالم العربي بلا منازع بتاريخ 12/9/2013
ونحن اليوم فى مطلع العام الجديد عام 2015م نهنئ العروبة والعالم أجمع بهذا الشكل القصصى الابداعى الجديد، ونحتفي سوياً بهذا المنجز الأدبي الذي ابتكره أ/مجدي شلبي، ولأجل التعريف به وتشجيع الكتابة فيه طبقا لما أرساه من قواعد وأسس وما حدده من عناصر وأركان، وما وضعه من معايير وضوابط؛ أنشأ (الرابطة العربية للقصة الومضة) رائدة القصة الومضة على مستوى العالم العربي بلا منازع بتاريخ 12/9/2013
وفى النهاية أقول: ستظل القصة الومضة مدينة للأستاذ/ مجدى شلبى بأنه أول
من ابتكر هذا الفن الذى أصبح له الآن كتّاب مريدين من كل أرجاء الوطن العربى، ونقّاد
أفذاذ كذلك استفادوا من التجربة المبتكرة.