قراءة في الومضة القصصية (جشعٌ) الفائزة بالمركز الأول في المسابقة الأسبوعية رقم 18 (أول الأوائل
لعام 2019)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد الحليم الضحيك
جشعٌ
منحتهُ قلبَها؛ طلبَ الأحشاء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان (جشع): نهم، شَرَه، طمعٌ شديد؛
يقال (جشع الرجل): طمع فيما ليس له، و (أظهر جشعا أمام الضيوف على مائدة الطعام):
حرص على الأكل بشراهة و نهم.
يقول المثل: (من يكن الطمع شعاره؛ يكن
الجشع دثاره)، و يرتبط (الطمع) في بعض الأحيان باستحالة التحقق؛ مثل: (طمع إبليس
في الجنة)، أو كما عبر الكاتب/ يوسف أبو سارة في ومضته القصصية المنشورة في موقع
رابطتنا العربية للومضة القصصية بتاريخ 19 سبتمبر 2015: (سلم من الأسد؛ طمع في
صيده).
و تتعدد الومضات القصصية التي سبق
نشرها في رابطتنا العربية للومضة القصصية، و التي تناولت (الطمع) كموضوع لها،
بصياغات مختلفة؛ منها على سبيل المثال:
ـ طمع: أطعمهم؛ أكلوا أصابعه. (راسم
الخطاط)
ـ شراهة: أتخمه الطمع؛ فقد ذاكرة
الشبع. (محمود السنوسي)
ـ جشع: أطعمهم؛ تقيؤه. (لقمان محمد)
ـ لُؤْمٌ: طَعِمُوا زادَ الكِرَامِ؛
طَمِعُوا في عتادِهُم. (عاشور زكي)
ـ مُقامَرَة: طَمع في ما لا يملك؛
خَسِرَ كل ما يملك (لقمان محمد)
ـ طمع: نظر إلى ما في أيدي الناس؛ فقد
ما في يده. (كامل هريدي كامل)
ـ طمع: تشبث بالبيضة؛ أسقط السلة. (يحيى
القيسي)
ـ طمعٌ: جمعَ القروشَ؛ ابتلعَتْهُ. (مصطفى
الخطيب)
ـ جزاء: طمع في ثرائها؛ زاده بخلها
فقرا. (أحمد فؤاد الهادي)
ـ طمع: امتلك ألف عقار؛ امتلكته حجرة.
(حسام شلقامي)
ـ تنطع: أسكنوه قصرا؛ طالبهم بالجواري.
(مجدي شلبي)
ـ طمع: رفع السقف؛ انهار البناء. (أحمد
مازن)
ـ طمع: جمعهم كوخ؛ فرقهم قصر. (مصطفى
علي عمار)
ـ عائلة: جمعهم الميراث؛ فرقهم الطمع.
(مصطفى علي عمار)
ـ بوار: حمل منجل الطمع؛ حصد الريح. (يوسف
الفضاضي)
ـ طمع: استفحلت آماله؛ تعاظمت آلامه. (السيد
محمد النجاري)
ـ متلوّن احتار بين الأقنعة؛ طمع في
جميعها. (راسم الخطاط)
ـ طمع: لهث وراء الدنيا؛ أطبقت عليه
فكيها. (مروة محمود)
ـ طمع: تكالبوا؛ تكبلوا. (خلف كمال)
ـ طمع: تزوج الدنيا؛ طلقته الآخرة. (محمد
حجازي)
ـ طمع: استقل العطية؛ سبقته المنية. (هالة
مهدي)
ـ طمع: جرى وراء وعودهم؛ أعماه غبارهم.
(حورية داودي)
ـ طمع: تزوجت قردا؛ تصحرت مزارع الموز.
(حسين عيسى عبدالجيد)
و يبدو أن هذا الزوج بنهمه و طمعه ـ
الذي وصفته الومضة القصصية الأخيرة بالقرد ـ هو ذاته الذي أشار إليه كاتب ومضتنا القصصية المعروضة؛
حيث لم يكتف بما منحته إياه من حب؛ فدعاه جشعه للمزيد و المزيد:
ـ (منحتهُ قلبَها؛ طلبَ الأحشاء).
ومضة قصصية تجسد بتلك الصورة الرمزية
حالة من حالات (الجشع)، و هي بهذا تحمل رسالة ضمنية مفادها: (اجعل العرفان بالجميل
بديلا عن الطمع في المزيد)، و لا تعرض نفسك لذل الطمع و الجشع؛ يقول بيت الحكمة:
ـ إذا طمع يحل بقلب عبد *** علته مهانة
وعلاه هون.
و يقول (أبو العتاهية):
ـ عبد المطامع في ثياب مذلة *** عن
الذليل لمن تعبده الطمع.
ـ و من كانت الدنيا هواه و همه*** سبته
المنى و استعبدته المطامع.
و يقول (قيس بن الملوح):
ـ طمعت بليلى ان تريع وإنما *** تقطع
أعناق الرجال المطامع.
و تقول (سلمى بنت القراطيسي):
ـ حسبي بعلمي إن نفع *** ما الذل إلا
في الطمع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقوال مأثورة ذات علاقة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ تعطي الأعمى العينين؛ فيطالبك
بالحاجبين. (مثل روسي)
ـ العبد حر إذا قنع، و الحر عبد إذا
طمع. (مثل عربي)
ـ من يطمع بكل شيء يخسر كل شيء. (مثل
فرنسي)
ـ الطمع يجعل الأغنياء فقراء. (بنجامين
فرانكلين)
ـ من طمع في الفوز بكل شيء؛ خسر كل
شيء. (مثل إنجليزي)
ـ من لزم الطمع؛ عدم الورع. (مثل عربي)
ـ الطمع ضر ما نفع، الطمع قل ما جمع. (مثل
عربي)
ـ الطمع كماء البحر: زد منه شربا؛
تزداد عطشا. (مثل يوناني).