مرحبا بكم في بلوج الرابطة العربية للومضة القصصية: ريادة الومضة القصصية بلا منازع ـ أسس الرابطة الأديب مجدي شلبي: مبتكر الومضة القصصية في 12/9/2013...

نتيجة مسابقة أول الأوائل رقم 27 لعام 2019

قراءة في الومضة القصصية (خسة) الفائزة بالمركز الأول في المسابقة الأسبوعية رقم 27 (أول الأوائل لعام 2019)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسامة محمد علي
خِسة
سترها؛ فضحته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان (خسة): جحود، انحطاط، وضاعة، حقارة، دناءة، نذالة، سفالة...
و رغم أن (البحتري) قد نصح بالابتعاد عمن يتصف بتلك الصفة (الخسة)؛ من خلال بيت حكمته:
إن الكريم إذا رأى ذا خسة *** صدف المودة عنه صدف الطارد.
إلا أن بطل الومضة القصصية المعروضة؛ لم يستجب لذلك النصح؛ بل دفعته مشاعرة المتدفقة؛ للاستجابة لحالة إنسانية، يصفها بيت شعر لـ(فدوى طوقان):
و بقينا في العراء *** دون ستر أو غطاء.
فماذا فعل؟:
ـ (سترها) سترا ماديا أو معنويا، و بدلا من أن يكون لسان حالها ما قالته (نازك الملائكة):
تخبّئ أوجهها خلف ستر الرضى و الليونة.
ماذا فعلت؟:
ـ (فضحته)!.
لك الله يا من سترها، و لم يبادلها خسة بخسة؛ رافعا ما قاله (وليد الأعظمي) شعارا له:
و لم أتلون كالذين تلونوا *** و زاغوا وراغوا خسة و تصيدا.
و هكذا ترسل الومضة القصصية المعروضة رسالة ضمنية تتوافق مع قول (فاروق جويدة):
إن الشجاعة أن أقاوم شح نفسي ‏*** أن أقاوم خسة الغايات.
و غير خافٍ على أحد أن هذا النص ـ رغم بلاغته اللفظية و مفارقته الصادمة ـ يلخص في كلمتين فقط حالة من حالات الجحود؛ تتناص مع الوصف المتداول الشهير: (تزرعه؛ يقلعك)، و قد سبق أن نشرنا عشرات الومضات القصصية التي تتناص مع تلك العبارة، على طريقة:
ـ (بناهم؛ هدموه)، (أحبهم؛ كرهوه)، (صافحهم؛ صفعوه)، (سقاهم؛ أعطشوه)، (منحهم؛ حرموه)، (شمتهم؛ شتموه)... إلى ما لا نهاية من تلك الصياغات التي تفقد قيمتها لكثرة تداولها.
و ما دمنا بصدد الحديث عن (الخسة) و (النذالة) و (الجحود) دعونا نعرض بعض الومضات القصصية التي سبق نشرها، حاملة تلك الصفات الثلاث عنوانا لها:
ـ خسة: عضدها؛ عضته. (مجدي شلبي)
ـ خسة: رسمته؛ محاني. (نادية مدين)
ـ خسة: قَدَّروه؛ كَدَّرهم. (مجدي شلبي)
ـ خسة: بايعوه؛ باعهم. (أحمد جبار)
ـ خِسَّة: كاتفَهُ؛ كتّفَهُ. (أثير الغزي)
ـ نذالة: أشبعهم؛ تقيؤوه. (أبو القاسم الخاشب)
ـ خِسَّة: واعَدَته؛ تَوَعَّدَها. (بسام الحواجري)
ـ جحود: ساعده؛ بتر ساعده. (حسام شلقامي)
ـ جزاء: علموه الهجاء؛ هجاهم. (مجدي شلبي)
ـ خيانة: قومها؛ استقامت لغيره. (شريف منعم)
ـ خِسَّةٌ: أَجَارَهُ؛ جَارَ عَلَيْهِ. (فاطمة عطا)
ـ خِسَّة: لبسَهمُ العارُ؛ شعروا بالدفء. (Mohamed Zidan Alalloush‏)
ـ أبوة: وهبهم عمره؛ استطولوه. (حسام شلقامي)
ـ جحود: برَّأَها؛ تبرَّأَت منه. (بسام الحواجري)
ـ خسة: اشتراهم بالغالي؛ باعوه بالرخيص. (ميشيل نجيب دميان)
ـ خلل: ضحى لها؛ ضحت به. (عيسى العدره)
ـ نذالة: حملوه فوق أعناقهم؛ هتف ضدهم. (أحمد طه)
ـ نَذْالة: أَهَانَه الغرباء؛ انتقم من أهله. (أحمد فؤاد الهادي)
ـ خِسَّة: باع ضميره؛ استثمره الشيطان. (علي العقابي)
ـ نذالة: وهبها عيونه؛ رأت بهما غيره. (د.منال الحسبان)
ـ جحود: وصلَ للغاية؛ أنكرَ الوسيلة. (يحيى القيسي)
ـ خسة: ناشدهم العون على عماه؛ سرقوا عصاه. (حسام شلقامي)
ـ خسة: أرشدهم للخير، منعوه عنه. (مصطفى علي عمار)
ـ خسة: انحنى لهم احتراما؛ اتخذوه مطية. (أحمد فؤاد الهادي)
ـ خِسة: طَعِمُوا وليمَتَه؛ مسحوا أيديهم في سيرته. (أحمد فؤاد الهادي)
ـ نذالة: قَصَّتْ عليه مأساتها؛ نَكَّسَ رأسه صَوْبَ قَصَّةِ ثوبها. (محمد نبيل جادالله)
ـ جحود: آمن بحبها؛ كفرت بعشقه. (صفية يوسف)
ـ ﺧﺴﺔ: ﺃﺿﺎﺀﺕ ﺩﺭﻭﺑﻬﻢ؛ ﺃﻃﻔﺄﻭﺍ ﻗﻨﺪﻳﻠﻬﺎ. (فاطمة عطا)
ـ جحود ساندوه في الشّدة؛ صدّهم في الرّخاء. (حورية داودي)
ـ جحود: سألهم الوفاء؛ طالبوه بالثمن. (حسام شلقامي)
ـ جُحود: تدبّرت أمورَهم؛ ولّوها دُبُرَهم. (حورية داودي)
ـ جحود: مد يد النعمة إليه؛ قضمها. (فلاح العيساوي)
ـ جحود: نضبت موائده؛ أكلوا لحمه نيئا. (حسام شلقامي)
ـ جُحُود: أدخلوه بأياديهم؛ أخرجهم بقدميه. (صفية يوسف)
ـ جحود: أضاء حاضرهم؛ عتموا ماضيه. (حسام شلقامي)
ـ جحود: حفظتهم في رموش عينيها؛ أعموها. (أحمد طه)
ـ جحود: سقته من نبع حنانها، جففه جفاؤه. (أيمن خليل)
ـ جحود: جنبهم الصعاب؛ وضعوها في طريقه. (حسام شلقامي)
ـ نكران: رعتْه صغيرًا؛ روَّعها كبيرًا. (أحمد نصار)
ـ مسيار: تنازلت عن حقوقها؛ طالبها بالنفقة. (عصام كباشي)
ـ جحود: أكل تمرها؛ بالنوى رجمها. (إبراهيم مشلاء)
ـ جحود: هطل المطر؛ أنكرته الرمال. (مجدي شلبي)
ـ جحود: وثقوا به؛ أحكم وثاقهم. (حاج عمر حاج)
ـ جحود: غرس وردة؛ وخزته الأشواك. (إبراهيم مشلاء)
ـ جحودٌ: مسحَتْ جبينَهُ؛ شكا خشونةَ يدِها. (مصطفى الخطيب)
ـ جُحُود: مَهَّدَتْ طَرِيقَهُم؛ دَهَسَتْهَا خُطَاهُم. (بهية إبراهيم الشاذلي)
ـ جحُودٌ: عَلّمهُ الصّيد؛ مزّقَ شِباكَهُ. (عبد الحليم الضحيك)
ـ جحود: توضأ بالصدق؛ صلى بعَتمة السجن. (زياد نصار)
ـ جحود: تظاهر بالإفلاس؛ انفضوا من حوله. (أحمد جبار)
ـ جحود: أنكرت معروفه؛ جحدها ابنها. (إيمان أبو العزم)
ـ نذالة: اقتربت منه الهموم؛ ابتعدوا عنه. (مصطفى علي عمار)
ـ جحود: شرب من البئر؛ كبكبه بحجر. (رلى جمل)
ـ جحود: أشعلت لهم أصابعها العشر؛ أطفأوها. (أحمد طه)
ـ خياطة: أصلح بالإبرة عيوبهم، مزقوا بالمقص عورته. (عبد المجيد بطالي)
ـ الجزاء: ذبلت سنابل عافيتي؛ قطفها بمنجل العروس الجديدة. (إحسان السباعي)
ـ جُحُودٌ: جُنَّتْ في هَوَاهُ ؛ فَرَفَعَ نَفْسَهُ عَنْهَا. (علي عبدالله غالب)
ـ جحود: تنكر لذاته؛ تجاهله الآخرون. (إبراهيم مشلاء)
ـ جُحُود: نَفِدت مصالحهم؛ تَقَطَّعت أخبارهم. (علي العكشي)
ـ جحود: قدم له الزاد؛ بصق في الماعون. (علي العقابي)
ـ جحود: علق عليهم آمالا؛ جعلوه مشجبا لزلاتهم. (أسماء بقالي)
ـ جحود: هبت ريح النكران؛ تطايرت أوراق العطاء. (بسام الحواجري)
ـ جحود: ظللتهم في الهجير؛ أحرقوها في الزمهرير. (حسام شلقامي)
ـ خسة: رواها بمائه العذب؛ تسلل عبيرها لأنف جاره. (أيمن خليل)
و في نهاية تلك القراءة و هذا العرض، أود أن تكون الخاتمة داعية للخير و المعروف، رغم خسة و جحود البعض؛ يقول (علي بن أبي طالب): "لا يزهدنك في المعروف كفر من كفره، فقد يشكر الشاكر بأضعاف جحود الكافر".
و تقول (أحلام مستغانمي): "في العمل الإنساني (أنت) لا تعمل لإنسان بل للإنسانية".