مرحبا بكم في بلوج الرابطة العربية للومضة القصصية: ريادة الومضة القصصية بلا منازع ـ أسس الرابطة الأديب مجدي شلبي: مبتكر الومضة القصصية في 12/9/2013...

نتيجة مسابقة أول الأوائل رقم 6 لعام 2019

قراءة في الومضة القصصية (مصيدة) الفائزة في المسابقة الأسبوعية رقم 6 (أول الأوائل لعام 2019)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بهية إبراهيم الشاذلي
مَصْيَدَة
رَفْرَفَتْ حَمَائِمُ السَّلَامِ؛ نُصبَتْ مَوَائِدُ الشِّوَاءِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان (مصيدة): و حيث أن (المصيدة) كل أداة يُصاد بها؛ فإن من المصائد ما هو مادي: (اِصطِياد الطُّيورِ: قَنصها أو إِيقاعها في المِصيَدَةِ)، و منها ما هو معنوي:
ـ صاد كل القلوب بالحسن لما *** مد أكوانه لهن فخاخا
 (عبد الغني النابلسي)
ـ (يصطاد في الماء العَكِر): أي يستفيد من اضطرابات الأمور، ينتهز الفرصةَ ليحقّق أهدافَه.
ـ (وقع الشخص في المصيدة): مقصود بها وقوعه في مكيدة أُعدت له.
و هو ما ستنجلي صورته عند تحليل شطري المتن، غير أننا نود الإشارة إلى بعض المعاني ـ غير المتداولة ـ المرتبطة بكلمة (صيد) طبقا لما ورد في معجم القاموس المحيط، و المعجم الغني:
ـ صَيْدانُ: النحاس، والذَّهَب، وبِرام الحِجارةِ.
ـ صَيْدانَةُ: الغُول، والسيئَةُ الخُلُقِ، و الكثيرةُ الكَلامِ.
ـ الأَصْيَدُ: مائل العنق، المتكبر المزهو بنفسه.
و قد ورد في المعجم الغني (الصيد): داء يصيب الجمال، (أصاد الجمل): داواه من هذا الداء، بالكي أو غيره.
ـ صَيْداءُ: الأرض الغليظةُ، و بلد بساحِلِ الشامِ.
كما أن:
ـ أَصَدَ البابَ: أغلَقَهُ، كأوصَدَه.
ننتقل من العنوان (مصيدة) إلى المتن؛ فنجد الشطر الأول منه: (رفْرَفَت حَمَائِم السلَامِ) و هي عبارة مزيدة بكلمة (السلام)؛ كانت تكفي (حمائم: جمع حمام) رمزا معبرا عن السلام، لكن الكاتبة ربما اتفقت معي فيما كتبته في توقيعي الأدبي: (لا ترمزوا للسلام بالحمام؛ فهو يلوف على غير موطنه.)؛ فأرادت التأكيد على أن تلك الحمائم المذكورة ـ ليست كغيرها ـ فهي ترتبط ارتباطا فعليا بالسلام الذي أكدته بالذكر، دون اعتماد وحيد على ما استقر في الأذهان من رمز.
(رَفْرَفَت الحمائم): أي أنها بسطت أجنحتها و حركتها. و هي صورة رمزية تشير إلى حالة السلام التي عمت الأجواء، اتساقا مع الحديث النبوي الشريف: (رفرفت الرحمة فوق رأسه).
فماذا كان رد فعل هؤلاء الذين اجتمعوا في ظلال تلك النعمة الكبرى (السلام)؟:
قبل أن نطالع الإجابة الواردة في الشطر الثاني من هذه الومضة القصصية؛ يجب أن نشير إلى عظم تلك الكلمة (السلام) التي هي اسم من أسماء الله الحُسنى، و وصفت بها (الجنة): دار السلام.
و من مرادفاتها: الأمن و الأمان، الاطمئنان، التصالح، العفو، التحية: يقول الحق في محكم التنزيل (وتحيتهم فيها سلام) سورة يونس الآية 10
(السَّلاَم): السلامةُ و البراءة من العيوبِ.
فما أرقاه من لفظ، و ما أعظمه من معنى، و ما أجله من وصف:
ـ و سجع حمام (السلام) في عذباتها *** تميسُ بها الأغصانُ في حُللٍ خُضرَ (ابن معصوم المدني)
و بالعودة إلى الومضة القصصية المعروضة؛ تأتينا الإجابة على السؤال السابق: ماذا فعل هؤلاء الذين أظلتهم نعمة (السلام)؟:
ـ هم لم يفرحوا و ينعموا فـ(نُصبت موائد الشواء.) ابتهاجا، بل أعدوا العدة لقنص حمام السلام فـ(نُصبت موائد الشواء) استعدادا للالتهام و العدوان!. و الدليل على تلك النية السيئة هو ارتباط (الشواء) بالنار التي تتأجج في صدورهم، و تعبر عنها جرائمهم، متغافلين بيت الحكمة الشهير للشاعر (بدر شاكر السياب):
يا حاصد النار من أشلاء قتلانا *** منك الضحايا و إن كانوا ضحايانا.
إن الومضة القصصية المعروضة تتناص مع ومضتي القصصية (مأدبة) التي سبق نشرها:
 (دعاهم للسلام؛ أولم بالحمام).
و قد صورت هذه و تلك  ـ بإيجاز بليغ ـ حال هؤلاء الذين لا يمتلكون سلاما داخليا؛ فانعكس ضعف نفوسهم و عدم توازنهم العقلي و الروحي على تصرفاتهم، و ردود أفعالهم، إذ يقابلون الحسنة بالسيئة، يقول الحق في محكم التنزيل: (ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين) سورة الأنفال الآية 30
يقول (ميخائيل نعيمة): السلام لا يولد في المؤتمرات الدولية بل في قلوب الناس و أفكارهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الومضات القصصية ذات العلاقة، و التي سبق أن شارك بها كتابنا في مسابقتنا ذات الموضوع المحدد عن الحرب و السلام (25 مارس 2014)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طارق عثمان
فقأت عيناه في الحرب؛ أضناه تحسس السلام.
..................................................
محمد نبيل
حارب شيطانه؛ سلمت نفسه.
..................................................
أحلام أحمد
نتفوا ريشها، تعجبوا لسقوطها.
..................................................
أحمد آل سعد
أطفأوا حربا مشتعلة؛ أججوا حربا باردة.
..................................................
حنان نصري
بجثث الشهداء؛ شيدوا جسر السلام.
..................................................
إحسان السباعي
فقست الحمامة في عشه؛ أكل الصقور صغارها.
..................................................
سمير الخياري
أشعلوا فتيل الحرب، ناحوا على ضحاياهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشأت فاخر
31 يوليو ٢٠١٤
سلام
حضر مؤتمرا للسلام؛ حياهم بكفه الدامي.
....................................
مهدى ياسين
13 أغسطس ٢٠١٤
معاهدة
اتفقوا على السلام؛ كتبوه بدم الحمام.
....................................
حورية داودي
1 أكتوبر ٢٠١٤
هُدنة
صلّى من أجل السّلام؛ ثارت كتائبُه.
....................................
لقمان محمد
١٠ يونيو ٢٠١٥
تحيَّة
عُزِفَ السَّلام؛ عَزَفَ اللئام.
....................................
مصطفى المنشاوي
٢٠ يوليو ٢٠١٥
ضغينة
قدم لهم غصن الزيتون؛ اتهموه بقطع الأشجار.
....................................
علي عزيز الحمادي
‏٢٩ أغسطس ٢٠١٥‏
توازن
امتلك القنبلة؛ عم السلام.
....................................
صلاح الأسعد
٢٧ يونيو ٢٠١٦
خيبة
حبسوا الحمام؛ طارَ السّلام.