القصة الومضة و أدب الحكمة
.................................
بقلم
الأستاذ/ باسم عطوان (فلسطين):
إن القصة الومضة تقترب من
الحكمة و من المثل الشعبي الدارج، الذي هو امتداد للمثل العربي الفصيح، لذا أرى أنها
أقرب إلى البيئة المجتمعية العربية من أي جنس أدبي أخر؛ فهي سهلة في نطقها كالمثل
و كالحكمة، لكنها صعبة الصياغة، لا يجيد كتابتها إلا كاتب فنان عبقري جعل رؤيته تجري
بين الناس بقوة المثل، و بلاغة الحكمة. و هي تناسب إلى حد بعيد عصر السرعة؛ فهي
تعطيك الإمتاع الأدبي الجميل بعبارة فنية رائعة تدعو للتفكير و التأمل، و تبقي
أثرا عميقا في النفس.
و أكثر الومضات سحرا هي تلك
التي تفتح باب التأويل. و لاشك أن الأستاذ مجدي شلبي قد وضع أسسا واضحة، و معايير
فنية دقيقة للقصة الومضة؛ فأضحت ابتكارا حديثا و جنسا أدبيا مستحدثا يناسب عصر
السرعة الذى نعيشه و يتماشى معه.