مرحبا بكم في بلوج الرابطة العربية للومضة القصصية: ريادة الومضة القصصية بلا منازع ـ أسس الرابطة الأديب مجدي شلبي: مبتكر الومضة القصصية في 12/9/2013...

نتيجة مسابقة أول الأوائل رقم 29 لعام 2019

قراءة في الومضة القصصية (تهور) الفائزة بالمركز الأول في المسابقة الأسبوعية رقم 29 (أول الأوائل لعام 2019)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انعام البطريخي
تهور
تسرع؛ لطمته أخطاؤه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان (تهور): رعونة، سفاهة، طيش... و يتخذ الـ(تهور) أشكالا عدة؛ منها:
ـ (تهور في كلامه): تكلم بلا مبالاة، دون تفكير و لا روية.
ـ (تهور على جاره): اعتدى عليه في طيش و نزق.
يقول (عبد الغني النابلسي):
تهور صلف ثم اتباع هوى *** و للبطالة أن تلقاه معتمدا.
ـ (تهور البناء): انهدم، سقط، انهار؛ يقول الحق في محكم التنزيل: (فانهار به في نار جهنم) الآية 109 من سورة التوبة.
و إذا كانت الحكمة الشهيرة تقول: (يقود التَّطرُّف إلى التَّهوُّر، و يفضي الاعتدال إلى الحكمة)؛ فربيبتها من الأقوال المأثورة تؤكد أن: (في التأني السلامة، و في العجلة الندامة)
غير أن بطل الومضة القصصية المعروضة، لم يراع ذلك؛  بل:
ـ (تسرع)، و هو تسرعٌ يتسق مع ما قاله (الشريف الرضي):
ما كان إقداماً و لكنه *** تسرع العير على الضيغم.
فماذا كانت النتيجة؟:
ـ (لطمته أخطاؤه)، و هو تعبير مجازي شبهت فيه (الأخطاء) بإنسان، و حذفت المشبه به، و أتت بأحد صفاته، مضيفة لهذا التشبيه البليغ، فعل (لطم): (ضرب على خده بباطن الكف)؛ لتكتمل الصورة الرمزية، بتناسق رائع بين الأخطاء و العقوبة، بل و الأكثر روعة أن جعلت الأخطاء هي ذاتها التي تعاقبه على ارتكابه لها، بتسرعه و تهوره. و كأنها تتبرأ منه، تبرؤ الشيطان من أتباعه؛ يقول الحق في محكم التنزيل: (كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين) الآية 16 من سورة الحشر.
و هنا لا بد لنا من وقفة؛ لنطرح سؤالا:
ـ لماذا قالت الكاتبة (لطمته أخطاؤه) و لم تقل (صفعته أخطاؤه)؟:
ـ ذلك لأن (اللطم): ضرب على الخد، و معلوم أن الخد هو المعبر باحمراره عن الشعور بالإحراج، من موقف تعرض له صاحبه، أو تصرف خاطئ أقدم عليه؛ فجاء (اللطم) هنا مناسبا لبعث تلك المشاعر، و إيقاظ (حمرة الخجل)، فضلا عن ارتباط ذلك اللفظ (اللطم) بالتعبير عن الحزن و الندم؛ يقول (مظفر النواب):
 لولا ندم ساور آدم بعد ضياع الجنة *** لاندمل الجرح الطازج في حواء.
و يقول (سميح القاسم):
لا تسكبوا الدموع، لن ينفعكم ندم *** الشمس في طريقها راسخةُ القدم.
لقد جاءت الومضة القصصية المعروضة في ثلاث كلمات فقط؛ تحمل رسالة ضمنية محذرة من التهور و التسرع، و هو ما يدفعنا الآن لعرض بعض الومضات القصصية ـ ذات العلاقة بالموضوع المعروض ـ التي سبق نشرها في رابطتنا العربية للومضة القصصية، منها على سبيل المثال:
ـ تهوّر: جنّ ليلُه؛ لامَ مصباحَه. (حورية داودي)
ـ تهور: أطلق لمركبته العنان؛ توقفت أنفاس الضحايا. (حاج عمر حاج)
ـ تهور: كسر منقاره؛ أكله النمل. (إبراهيم مشلاء)
ـ تَهوُّر: رَكَضَ خَلف الكُرة؛ سَكَنَ الشِبَاك. (لقمان محمد)
ـ تهور: رفع عصاه؛ كسّر جرة العسل. (غريبي بوعلام)
ـ تَهوُّر: رَكَضَ خَلْفَ النُّجُومِ؛ تَعَثَّرَ بِضَوْءِ القَمَر. (بهية إبراهيم الشاذلي)
ـ تهور: أرادوا الخبر اليقين؛ قتلوا جهينة. (علي أحمد عبده قاسم)
ـ حماقة: تهور؛ انهار. (خلف كمال)
ـ تهور: أرادوا اللبن؛ عقروا الناقة. (علي أحمد عبده قاسم)
ـ تهور: تعجلوا الصعود؛ سقطوا. (حسام شلقامي)
ـ تهور: اختبر عمق النهر بكلتا قدميه؛ غرق. (نشأت فاخر)
ـ ﺗﻬﻮﺭ: ﻟﻌﺒﺖ ﺍﻟﺜﻴﺮﺍﻥ؛ ﺗﻬﺪﻣﺖ ﺍﻟﺤﻈﻴﺮﺓ. (كامل هريدي كامل)
ـ مآل: تسرع؛ تعسر. (حاج عمر حاج)
ـ تسرع: أفرطوا في مشاعرهم؛ أفلست القلوب. (أم عبدالرحمن البرقاوي)
ـ تسرع: انحنى ليطعه؛ قضم أنامله. (على ابراهيم ابو قطيه)
ـ تسرع: ربح الحرام؛ خسر الاحترام. (احمدالثامر الصحن الجبوري)
ـ تهور: انطلق مسرعا بسيارته؛ أوقفته شجرة. (حسام شلقامي)
ـ مرافعة: تهور في كلامه؛ خسر قضيته. (Bessaidi Mohamed)
ـ تسرع: اختصر الطريق إلى قلبها؛ وصل قبل موعده. (عبدالناصر العطيفي).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقوال مأثورة ذات علاقة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ الحذر ليس بجبن ، كما ان التهور ليس بشجاعة. (مثل فارسي)
ـ الأخطاء مصدر لسعادة مؤقتة و حزن دائم. (زكرياء ياسين)
ـ تبدو الأخطاء كبيرة عندما يكون الحب صغيرا. (مثل إيطالي)
ـ لا الأخطاء تنتهي، و لا الرحمات أيضَا. (أروى خميّس)
ـ من الأخطاء ما لا يُجدي معه الاعتذار. (نجيب محفوظ)
ـ كلنا نرتكب الأخطاء، فلا تتصرف و كأنك أفضل من غيرك. (ألدوس هكسلي)
ـ عندما يرزقك الله بداية جديدة، لا تكرر الأخطاء القديمة. (أحمد الشقيري)
ـ لا تبحث عن الأخطاء و لكن ابحث عن العلاج. (ويليام شكسبير)
ـ إن كان جمال الحب في العطاء، فإن عظمته في تجاوز الأخطاء. (روبرت بويل)
ـ الحياة أقصر من أن نقضيها في تسجيل الأخطاء التي ارتكبها غيرنا في حقنا. (برتراند راسل).