رؤية نقدية في مجموعة القصة الومضة
(الرابطة العربية للقصة الومضة)
.............................
بقلم: عبدالنبي شلتوت
.............................
من أين بدأ؟ مؤسس هذه المجموعة (الرابطة العربية للقصة الومضة) وكيف أخرجها
إلي النور؟ بعد أن حدد خصائصها، سنري التماس بين القصة الومضة والنص المعزول فوتوغرافياً
- من حيث أن العنوان نص كاشف، أو مواز، وأن حركة العلاقات الرأسية سريعة في كل من النصين،
ولكنهما يفترقان في حركة العلاقات الأفقية، في القصة الومضة نراها سريعة، وفي المعزول
فوتوغرافيا نراها بطيئة، وهذا ما ذعن له مؤسس هذه المجموعة؛ لذا حصل علي التميز.
* التقاطع والتباعد
بين القصة الومضة والقصة القصيرة:
* التقاطع من حيث
الاعتماد علي أركان بناء القصة: الصراع، التكثيف، المباغته والادهاش.
* التباعد - نري في
القصة القصيرة يلزم الاستفادة من جماليات الوصف، وترابط الجزئيات في التشكيل، فإن
خلا من هذا؛ ظهر كالبناء العاري.
* يجب أن تكون وجهة
النظر هي وجهة نظر الشخصية وليس السارد.
* ألاّ يصف السارد
حدثا أو أي موقف لاتراه الشخصية إلا إذا كان هذا الموقف هو بطل القصة القصيرة.
* في القصة الومضة
يجب أن يكون بين المفردات حميمية ، ولا يمكن الاستغناء أو حذف مفردة وإلا أختل النص، كما تحرص علي التعادل بين المحسوس والمعقول، وتجسد الفكرة في صورة مبهرة بكلمات
ذات ايحاء له فيض عزير الدلالة.
كل هذه الخصائص كان علي علم بها مؤسس مجموعة القصة الومضة (الرابطة
العربية للقصة الومضة)، وأضاف إليها من ابتكاره: عدم وجود فراغات في النص ليفرق بينها
وبين نص التشكيل البصري (المعزول فوتوغرافيا)، كما حدد عدد مفردات الومضة؛ ليضمن التكثيف؛
وليحفز الأدباء علي مواصلة الرقي.
ولايفوتني أن أوجه التحية لمؤسس هذه المجموعة (الرابطة العربية للقصة
الومضة) الأديب/ مجدي شلبي، واشير هنا أنه علي الصعيد القريب والبعيد عندما يذكر مصطلح
القصة الومضة سيستدعي ذكر مجدي شلبي، كما في عصرنا الحاضر علي سبيل المثال لا الحصر
عندما نذكر مصطلح الفينومينولوجي يستدعي ذكر ميرلوبونتي، وعندما نذكر فن الواو يستدعي
عبد الستار سليم.